اراء و أفكـار

رؤساء تحرير..

حاتم حسن
ذوو الطباع الفاسدة والشريرة والمجبولة على الأذى من ذوي المواقع والمسؤوليات والأصوات المؤثرة… هؤلاء خبرهم وعرفهم العراقي وبالتجربة.. ولا أقوى ولا ارسخ من معرفة تجيء عبر التجربة… وبالتجربة فان من بين من سادوا وهيمنوا شريرين بطباع مؤذية ولا يستطيعون أن يروا غير منافعهم ومكاسبهم دونما أي اعتبار للآخر..
المتداول اليوم هو وضع الصحافة والصحفيين والتهديد بانهيار الصحافة المستقلة بسبب نقص الدعم والتمويل، وهرع من هرع يشكو حال صحيفته وامتناع الوزارات والدوائر عن تسديد ما بذمتها من أجور نشر الإعلان.. وان الأزمة المالية تنعكس سريعا على الصحف.. وعقدت اللقاءات والاجتماعات وتناقشوا في مقر نقابة الصحفيين وطرحوا المقترحات وصيغ المعالجات من ضرورة الدعم الرسمي للصحف المستقلة لا التي تمولها الدولة بصيغ شتى..
ولكن السؤال عن المعنى من إصدار صحف لا قراء لها؟؟ من صحف تباع الثلاث منها بربع دينار؟؟ عن صحف تلقم وتحشو عناوينها بمتفجرات طائفية، وهي تفجيرات ليست مجانية طبعا… فماذا تقول الدول والجهات الممولة إذ تعرف أن إدارات تلك الصحف لا تدفع حتى أجور عامليها وتتباكى من تقشف البلد ومن أزمته المالية؟؟ ولكن ثمة صحفا لم تدفع مستحقات عامليها قبل التقشف ولشهور مضت؟؟ إنها إدارات موبوءة بطباع الشر والأنانية وتعجز عن معاينة حقوق الناس وتلبيتها..
ثم.. لماذا الإصرار على إصدار صحف تخسر وغير مقروءة؟؟
نعم تتعرض الصحف لازمات مالية ولمتاعب مختلفة وتفرض على المجتمع والدولة الوقوف إلى جانبها.. ولكن شرط أن تكون صحفا وصحفا رصينة ومحترمة ووطنية وبرسالة إعلامية وثقافية واضحة.. ولذلك وجدت مثل هذه الصحف الوفاء من القارئ ومن عامليها ومنهم من أبدى استعداده للمعاونة وبلا حدود لصحيفته..
إنها مناسبة أن يجري جرد بعدد الصحف وحجوم طبعها وتوزيعها وعدد عامليها، والوقوف عند مؤهلات رؤساء تحريرها وتواريخهم الصحفية والثقافية (مع فقرة مهمة وخطيرة تتضمن معلومات عن نشاطات رئيس التحرير التجارية واستغلال الجريدة لابتزاز الوزارات والدوائر لخدمة مشروعه التجاري، ليكون النشر بثمن والسكوت والتغاضي بثمن.. ثم.. حصة أقسام إعلان وإعلام الوزارات من الرشوة)….. إذ يقال ان المهزلة قائمة في الإعلام والصحافة، وستتكشف قريبا بعض صورها.. ففيها من ذوي الطباع الفاسدة من يمن على الآخر لأنه لم يوقع فيه الأذى.. فتوقفهم عن الشر فضل وكرم وموقف يطلبون ثمنه… والضحية الأولى هو الإعلامي والمثقف.. وحرية الرأي وسلامة العملية السياسية.. ويحسبون على العراق ديمقراطية وحرية إعلام في اكبر فوضى..
نعم والأكيد إن الصحف الرصينة على قلتها هي الضحية،، إلا أن الأكيد ان محتالي وأشرار الصحافة سيركبون الموجة ويتصاعد نحيبهم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً