اراء و أفكـار

تكريت والمحمرة!

شامل عبدالقادر
اخبار استرداد اواستعادة اوتحرير مدينة ” تكريت”ومارافق العمليات العسكرية من اخبر مؤلمة عن عمليات نهب وسلب للمحلات والبيوت والفنادق وحرقها حرقا كاملا ما زالت تترى عبر الصور المبثوثة في شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي اثارت الالم في النفوس والحسرة في القلوب لأنه اذا صحت هذه الاخبار والصور وهي في الاغلب صحيحة لأن العبادي وبعض المرجعيات الدينية استنكرت سلوك افراد من الحشد وحسب قول مقتدى الصدر الميليشيات الحمقاء ولم يحدد من هي هذه “الحمقاء”!!

نرجع الى الوراء قليلا الى الحرب العراقية- الايرانية الى عام 1981 عندما عبر الجيش العراقي الى مدينة المحمرة وبعد معارك شوارع دامية نجح الجيش من احتلالها شارعا شارعا ومحلة محلة وبعد ذلك سلمت الى قطعات عسكرية رمزية لمسكها اضافة الى قواطع محددة من “الجيش الشعبي”!
بعد ان اعاد الايرانيون المحمرة الى سلطتهم في نهاية 1981 صار العائدون المجازون من القوات المسلحة العراقية والجيش الشعبي يتحدثون عن كيفية تصرفهم عند دخولهم المحمرة فقد كانت قواطع الجيش الشعبي في الاغلب من مدينة “صدام” ومدينة الحرية وتحدث لنا مقاتلون من “الحرية” شاركوا في مسك “المحمرة” ان الجميع انضبطوا انضباطا حاسما حيث منع عليهم التصرف بمحتويات بيوت اهالي المحمرة او البضائع المركونة في السفن والبواخر الراسية في الميناء، بل وان بعض مقاتلي “الجيش الشعبي” في مدينة “الصدر” حاليا- كما قيل لنا انذاك- قاموا بوضع قصاصات على محتويات غرف بيوت اهالي المحمرة تؤكد للعائدين لها بعد “تحرير المدينة” انهم كانوا امناء عليها!!
كما كان اغلب العراقييين امناء شرفاء مع بيوت المسفَّرين “الكرد الفيلية والتبعية الايرانية” وانهم التزموا بفتوى تقول ان “الغصب مال حرام” وعدَّت بيوت المسفرين “مال غصب” ولم يتقدم الا نفر لشرائها في مزايدات خضعت لاشراف مديرية الامن العامة !
قد يقول قائل ان للفرهود في العراق “تراث!” عريق وان اليهود تعرضوا للفرهود عام 1941 وان بعض العراقيين فرحوا بفرهود العائلة المالكة ونهبوا محتويات قصر الرحاب اكثر من فرحتهم بقيام ثورة 14 تموز 1958، وقيل لي من شهود العيان ان بعض النسوة من منطقة قريبة من قصر الرحاب خلعن الملابس الداخلية وحمالات الصدر من ضحايا القصر صبيحة مجزرة القصر!!
وماجرى في تكريت ليس غريبا على “ارثنا” الذهبي في السلب والنهب والفرهود ولا حاجة لان نندهش ونستنكر من سلوك عراقيين صار الفرهود عندهم جزء من تراثهم الوطني والقومي والعشائري فلا خوف من الله ولا حرام ولا عيب في قاموسهم اليومي وهم الذين يحللون ويحرمون على وفق شريعتهم البائسة البدائية!
أسوق لكم الفارق بين سلوك عراقيين في مدينة المحمرة وسلوك عراقيين في مدينة تكريت، برغم ان الاولى مدينة “ايرانية “- هي في الاصل امارة عربية عراقية كانت خاضعة لبني كعب واحتلها الطاغية رضا شاه في عام 1925- وتكريت مدينة عربية عراقية 100%!!
لا أعرف متى يتخلص بعض العراقيين من “ثقافة” الفرهود وسلوك النهب والسلب؟!
لقد اخزانا هذا السلوك الشائن عربيا وعالميا..
أخزى الله اللصوص وأحرق قلوبهم وأموالهم وما اكتنزوه من حرام ..
وانا لله وانا اليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً