اراء و أفكـار

بغداد عاصمة العروبة الجريحة… صدقت يا سمو الأمير سعود الفيصل

داود البصري
لقد كانت الانطلاقة العسكرية والسياسية السعودية بعد انطلاق (عاصفة الحزم) تعبيرا عن الولادة الحقيقية للقوة السعودية والخليجية العربية التي حاولت طويلا الاكتفاء بالعمل الديبلوماسي وعدم تصعيد حدة المواجهة أملا وانتظارا لأن تستجيب إيران لصوت العقل والمنطق وتتخلى عن مغامراتها الشيطانية ودعمها للإرهاب, وأوهام قوتها التي زينت لها بالوهم أنها قد فرضت هيمنتها المطلقة على المنطقة بعد الإعلان الرسمي الإيراني عن إسقاط أربعة عواصم عربية تحت سطوتها. بل والمبالغة العدوانية التي أطلقها مستشار الرئيس الإيراني وزير الاستخبارات السابق علي يونسي والمتعلقة بكون بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية بنسختها المعممة الجديدة المزيدة والمنقحة. بعد النشوة الإيرانية المفرطة بالتمدد العسكري والسياسي الإيراني الواسع في عواصم الشرق القديم. لقد مرت تلك التصريحات الغبية والتي أعقبتها تصريحات أحد الكتاب الإيرانيين ورئيس تحرير وكالة “مهر” للأنباء حسن هاني زادة ودعوته لعرب العراق للتخلي عن عروبتهم والانضواء تحت الراية الفارسية لتصب في نفس مجرى المد الطائفي والشعوبي المتهالك والذي لم تصدر من الحكومة العراقية الطائفية حوله سوى احتجاجات خجولة لا تسمن أو تغني من جوع, في ظل تشجيع وتأييد تلك الحكومة للعصابات الطائفية الإيرانية والإرهابية التي أضحت جزءا فاعلا ومهما من الجسم العسكري للدولة العراقية كما بينت معارك تكريت الأخيرة, والتي ظهر فيها الحرس الثوري الإيراني وقياداته التي حاربت الجيش العراقي في حرب الخليج الأولى, ثم ظهور الإرهابي الدولي جمال جعفر (أبو مهدي المهندس ) وهو يقود عمليات فصائل الحشد الطائفي علنا ومن دون مواربة, بل ان رئيس البرلمان سليم الجبوري اجتمع معه في غرفة عملياته العسكرية وهو لايحمل صفة عسكرية رسمية عوضا عن كونه مطارداً دولياً من الولايات المتحدة ودولة الكويت التي أصدرت حكمها بالإعدام عليه غيابيا لدوره الإرهابي. علما بأن هذا الحكم لايسقط بالتقادم لكونه يشمل أعمال الإرهاب الدولي. ومع ذلك فإن رئيس البرلمان لايتحرج عن الاجتماع العلني معه. فهل أن الجبوري لايعلم بتاريخ ذلك الشخص ؟ وتلك مصيبة.. أم أنه يعلم وتلك المصيبة الأعظم والتي تؤكد بأن النفوذ الإيراني في العراق قد صادر حتى المؤسسات السيادية, وأضحى الآمر الناهي في إدارة كل الملفات.
لقد حرص قائد الديبلوماسية السعودية سمو الأمير سعود الفيصل في تصريحاته الإعلامية الأخيرة على الظهور بمظهر القيادي العربي الحاسم والواضح والطليعي في اعتراض ومقاومة التخريب الإيراني للشرق, مؤكدا أن الفراغ القيادي العربي لن يستمر بعد اضطلاع مملكة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز وبقية دول مجلس التعاون الخليجي بملء الفراغ والتحرك الجدي والفاعل لإجهاض مخططات الشر الإيرانية, التي تستهدف أنظمة وشعوب المنطقة, لقد كان لسمو الأمير سعود الفيصل رؤيته الميدانية والرافضة لتلك الطروحات الإيرانية الشعوبية المريضة, مؤكدا وبحزم الرجال المؤمنين بأن بغداد عاصمة العروبة الجريحة وإن معاناتها تمت على يد العملاء من أبنائها للأسف. وهذا الرد السعودي يؤكد جسامة الدور الذي تضطلع به المملكة في مقاومة الحملة الشعوبية الإيرانية التي اتخذت طابعا عدوانيا فظا في اجتياحها للشرق وبما شكل صدمة حقيقية لذلك المشروع العدواني التبشيري الذي يواجه الانهيار الحتمي أمام إرادة شعوب المنطقة وعزيمة قياداتها المسؤولة, وهو مادفع النظام الإيراني أمام هول الصدمة والمفاجأة التي حققتها عاصفة الحزم لطرد وزير استخباراتها محمود علوي وعدد من كبار ضباط المخابرات الإيرانية أمام هول وصدمة المفاجأة السعودية والخليجية, يا سمو الأمير سعود الفيصل, نعم بغداد عاصمة العروبة الجريحة فعلا وهي لايمكن لها أن تكون بغداد البرامكة بل بغداد المنصور والرشيد, بغداد المجد العباسي التي صرعت المد الشعوبي المريض, بغداد التاريخ والحضارة والعروبة تئن اليوم يا سمو الأمير من ممارسات العصابات الشعوبية الطائفية الإيرانية التي شوهت وجهها العربي الجميل وحولته لمزبلة أحقاد لشعارات ثأر تاريخية مريضة تحاول السطو على التاريخ ومصادرة الجغرافية, عاصفة الحزم ينبغي أن تتوسع وتتحول لستراتيجية عربية موحدة لتطهير الشرق القديم من البثور الإيرانية المتقيحة والتي آن أوان تطهيرها واستئصالها بالكامل, ستظل بغداد عاصمة العرب وقلعة الإسلام التوحيدي والتي تتحطم على أسوارها كل موجات الحقد الشعوبي المريضة, حياك الله يا سمو الأمير سعود الفيصل, وحيا الله أحرار الأمة الذين يرسمون بدمائهم المستقبل العربي الحر الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً