اراء و أفكـار

“عاصفة الحزم” ودعم انتفاضة الشعب العربي الأحوازي

داود البصري
لاشك أن استجابة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي للتحدي الايراني, ورفعها للكارت الأحمر بوجه التطلعات التوسعية الايرانية التي صور الاعلام الايراني والعربي المرتبط به أنها قد حققت أهدافها كاملة, ونجحت في فرض الاستسلام والمهانة على أمة العرب, قد مثلت وعبرت عن متغيرات ستراتيجية واسعة رسمت على الرمال العربية الساخنة خطوطا حمراء ودموية أيضا لعربدة الحرس الثوري الايراني التي تهاوت وتحولت لأضحوكة حقيقية أمام قوة الفعل العربية التي تبلورت لأول مرة بعد غياب طويل منذ حرب السادس من أكتوبر 1973 التي أسقطت أسطورة جيش الدفاع الاسرائيلي الذي لا يقهر, فجاءت حرب “عاصفة الحزم” لتعصف أيضا بأحلام قادة امبراطورية الحرس الثوري التي صادرت العراق للأسف وحولته لملحق خلفي لحديقة الولي الفقيه, وتوغلت في الشام حتى أدارت صفحات الحرب ضد الشعب السوري الثائر هناك وأمتدت لتشل بيروت الحضارة والجمال تحت هيمنة حزب نصر الله العصابي ثم حاولت اختراق سياج الجزيرة العربية المنيع من خلال البوابة اليمنية وبأيدي العصابات الحوثية التي لم يخجل أو يتورع أحد قادتها عن التهديد العلني بقصف المملكة واحتلال مكة المكرمة, وهي الدعوات النشاز التي رددتها العصابات الطائفية والميليشيات الارهابية الايرانية في العراق وهي تحتشد وتشارك في الحلف العدواني الطائفي الايراني ضد دول الخليج العربي. لنظام الايراني وهو يرسل رسل الموت والتخريب في الشرق العربي, ويصوغ عقد التآمر المستمر ضد الأمن القومي والوطني لدول المنطقة, ويمني النفس المريضة بهيمنة ايرانية مطلقة على المنطقة, لم يكن يتصور أن بذور فنائه يحملها معه في جعبته, وأن الشعوب الايرانية غير الفارسية الخاضعة لهيمنة سلطوية ظالمة تنتظر يوم الخلاص وتصفية الحساب ونيل حقوقها القومية المشروعة, وفي مقدمة تلك الشعوب الشعب العربي الأحوازي الذي تحل هذه الأيام الذكرى السنوية التسعون لاحتلاله وضمه لايران العام 1925 وهو راسخ العزم وثابت العقيدة وعازم بحزم على تحقيق الأهداف الوطنية المشروعة والاستمرار في سلوك طريق ذات الشوكة الحافل بتاريخ طويل من المقاومة التي اشتدت بسواعد الشباب الأحوازي الذين قدموا رقابهم لمشانق الملالي الاجرامية كقرابين لشعبهم الذي حافظ على هويته ولغته وقوميته في مواجهة أبشع استعمار استيطاني تدميري, المعركة اليوم لم تعد تقتصر على طرد النفوذ الايراني من جنوب الجزيرة العربية فقط, فالمعركة أصبحت مفتوحة والقيادة السياسية السعودية بعد اتخاذها قرار المواجهة تستطيع اللعب بأوراق كثيرة ومتنوعة كجزء فاعل من عملية ادارة الصراع الاقليمي الشرسة, وهي أوراق ستجعل الجانب الايراني يندم كثيرا على تحرشاته واستفزازاته للعالم العربي متصورا ان الفراغ القيادي سيستمر وان حالة التردد العربي ستطول حتى يكتمل المشروع السلطوي الايراني الذي يواجه اليوم بعد صحوة “عاصفة الحزم “التراجع الحتمي تمهيدا للاندثار النهائي والانكماش الشامل, وأقولها بصراحة ينبغي الاستفادة من قوة الزخم التي أطلقتها العاصفة السعودية لتعزيز وبناء المواقع المتقدمة في العمق الايراني من خلال الوضوح في دعم كفاح الشعب العربي الأحوازي ونزع حجاب التردد وضرورة تبني النظام السياسي العربي لقضية الشعب الأحوازي رسميا باعتبارها قضية مساندة شعب للتحرر من الاحتلال وتخصيص الجامعة العربية مقعدا لدولة عربستان العربية المستقبلية عبر الاعتراف بحكومة مؤقتة أحوازية أو أي ترتيب يرتأيه قادة النضال الوطني الأحوازي, لقد تفاعل الأحوازيون مع “عاصفة الحزم ” بصورة غير مسبوقة وساهموا في صفحاتها من خلال مواجهة مباشرة مع عناصر وقيادة الحرس الثوري الايراني في مدينة الخفاجية المحتلة, وحالة الفرح العارمة التي انتابت الشارع الأحوازي وبما يرسخ عنصر ضغط قوي على النظام الايراني تهز مواقعه هزا, لقد حشد النظام الايراني عناصره في العراق للتشويش على عاصفة الحزم وهو اجراء بائس لكون الجماعات الطائفية العراقية بائسة ومعزولة ولا يشكلون عنصر قوة حاسم, لابديل عن دعم الشعب العربي الأحوازي لاستكمال عناصر النصر العربي الكبير.. والنصر مرهون بارادة الأحرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً