اراء و أفكـار

شعب الأحواز العربي في قلب عاصفة الحزم

داود البصري
مع انطلاقة عملية ( عاصفة الحزم ) التي أطلقها خادم الحرمين وملك العرب سلمان بن عبد العزيز لتأديب ميليشيات إيران الوقحة في اليمن, انطلقت أشياء كثيرة في الأفق العربي والإقليمي وتغيرت أو كادت أدوات وأشكال ومناهج إدارة الصراع الاقليمي, وكان من أبرز المتغيرات إحياء الآمال بانطلاقة عربية حقيقية تغير الواقع الكاسد المتحجر وتؤسس لمستقبل مختلف بالكامل عن حالة الانبطاح والتراجع والذل والمسكنة التي فرضت على الشرق العربي وهو يئن من التدخلات الإيرانية التي تجاوزت العظم ووصلت لتخريب أسس النظام الإقليمي العربي, لقد تم إحياء الأمل بنشوء عصر عربي جديد يكون عماده تحفيز طاقات الأمة وبناء منظومة دفاعية هجومية فاعلة تتصدى لثقوب الخطر الذي تتسلل منه ثعابين الوحشية الطائفية الإيرانية المريضة التي دمرت العراق والشام وهددت أرض الحرمين الشريفين وتحاصر بقسوة ووحشية البحرين والمنظومة الخليجية.
لقد كان للتحرك الستراتيجي للمملكة العربية السعودية لمحاصرة واستئصال العبث الإيراني غير المسؤول دوره الكبير في تحريك الراكد في ملفات المنطقة الساخنة, ولعل أهم ما تمخضت عنه ( عاصفة الحزم ) من نتائج مباشرة هو تجاوب شعوب الشرق واستجابتها لنداء خادم الحرمين وملك العرب, وكان تجاوب ملفتا للنظر, وأنعكس بشكل واضح من خلال الفرحة العامرة والابتهاج الكبير الذي حط رحاله في إقليم الأحواز العربي المحتل وهو يقترب من إحياء الذكرى التسعين لاحتلال إيران لذلك الاقليم العربي في 25 ابريل 1925 واسقاط امارة المحمرة العربية واعتقال ثم قتل أميرها الشيخ خزعل بن جابر, وفرض الإيرانيين لاستعمار استيطاني هو الأبشع والأشد وحشية في العالم.
لقد تلقف الأحوازيون وهم ينظمون صفوفهم ويعيشون بكل جوارحهم مرحلة الانتفاضة الوطنية والقومية التي اشتعلت جذوتها بعد أن عزم الشباب العربي الأحوازي وعقدوا الحزم على إشعال جذوة النضال والتحرك الفاعل من أجل الحرية والاستقلال وهو حقهم الطبيعي في تقرير المصير وفقا لإرادة الشعب وليس إرادة ملالي الإرهاب والطغيان القتلة الذين صعدوا من سياسات تعميم المشانق وقطع رقاب الشباب الأحوازي وفرض الإرهاب التعسفي من خلال توزيع الاتهامات الجزافية وأهمها تهمة (الحرابة) الطائفية التي بواسطتها يتم قطع رقاب الأحرار تعسفا وظلما وجورا, الشعب العربي الأحوازي استقبل بمظاهر الفرح وبالشعارات و(الهوسات) الشعبية عملية (عاصفة الحزم) في أكبر تظاهرة تحدي للنظام الإيراني الذي باتت عصاباته وفروعه الإرهابية في العراق والشام ولبنان تتحسس رقابها, بعد أن أخذت المملكة زمام المبادرة وتحركت وفقا لثقلها الكبير في العالمين العربي والإسلامي لمحاصرة العصابات الإيرانية وكف أذاها وتحجيمها بالكامل مع إظهار الحزم والقوة والحسم في مواجهة المخطط الإيراني الخبيث لتمزيق الشرق العربي عبر إشعال الفتن الطائفية ودعم العصابات الإرهابية كما يحصل في مملكة البحرين وفي العراق والشام ومحاولتهم مناطحة الجدار السعودي الصلب ونشر الإرهاب الأسود في أرض الحرمين الشريفين, لقد تحرك أسود الجزيرة العربية لتتحرك معهم كل الملفات العالقة والمتشابكة, والشعب العربي الأحوازي الذي يخوض ثورة هي الأقدس في مسيرة ثورات الشرق في ظل تجاهل دولي وأقليمي هم اليوم يعبرون عن قناعتهم الكاملة والصريحة بانتمائهم العربي الأصيل وبتحدي سطوة الاحتلال وبدعم المملكة العربية السعودية وهي تسطر ملاحم وحدة الشرق على نهج وخطى القائد المؤسس الملك الراحل موحد الجزيرة عبد العزيز آل سعود, راية التوحيد السعودية لن تنتكس بل تظل خفاقة في الشرق لتسطر ملاحم عز وفخار جديدة, والأحوازيون الذين خرجوا بشجاعة وإباء رغم وحشية السلطة في تأييد عاصفة الحزم ينتظرون الدعم المباشر من أشقائهم العرب ومن الجامعة العربية عبر الاعتراف بهم وتخصيص مقعد رسمي للأحواز العربية المحتلة في جامعة الدول العربية أسوة بفلسطين, فهم ليسوا بأقل عروبة من الصومال وجيبوتي وجزر القمر,… ينبغي للتردد العربي أن ينتهي ويتلاشى فقد وصلت سكاكين الإرهاب الإيراني لعظام الرقبة, والأحواز أكبر سلاح عربي مهمل في مقاومة الغطرسة والتوحش الإيراني, والعالم العربي بعد عاصفة الحزم لن يكون كما كان قبلها أبدا إنها لحظات حاسمة في تقرير مصير الشعوب الحرة في الشرق الجديد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً