اراء و أفكـار

تقاسم أمريكي ـ إيراني للعراق وتفاوض بالنار حول سوريا

أسعد حيدر

دخول رتل من الدبابات الايرانية،الاراضيَ العراقية، مرّ وكأنه خبر عاديّ لا يجسد تحولاً استراتيجياً في قلب الحروب والصدامات التي تجتاح الشرق الاوسط. الدبابات الايرانية دخلت بطلب وبموافقة عراقية واميركية سرية أو علنية لا فرق، سواء كابر المسؤولون العراقيون وسكت الاميركيون، وأكثرَ الايرانيون من الشعارات الاسلامية والاخوية والحرب على الإرهاب. لم يكن الايرانيون ليفكروا بهذا الاختراق التاريخي لولا الموافقة الاميركية.

الاميركيون مصممون على عدم الانزلاق نحو الحرب البرية. الجو يكفيهم، لانهم يمتلكون قراره. الدبابات الايرانية تتقدم بغطاء جوي اميركي.

الجنرال قاسم سليماني لم يكن، مهما بلغت شجاعته وعظمته، ليقود وهو في الارض العراقية، لو لم يكن الطيار الاميركي يحميه ويضمن الغطاء الناري لدباباته. تستند العملية الاوبامية على عامل مهم، «ان الفكر السني الاصولي تاريخي وراسخ في عدائه للآخر سواء كان داخلياً أو خارجياً.

وأن الصراع الاسرائيلي العربي، قد اطلق كل الاسباب الموجبة لتفعيل هذا العداء ضد الولايات المتحدة الاميركية.

في حين ان الفكر الشيعي الاصولي (اذا صح التعبير) حديثاً، وكان في الاصل يحاذر التجسد في عداء خارج عدائه المضمور الذي جرى صوغه في كربلائية لا تندفع نحو الخارج.

الفكر الاصولي الشيعي ليس عميقاً ضد الولايات المتحدة الاميركية ولولا الخطاب الخميني لم يحصل اي صدام. الخلاصة يمكن المصالحة مع الحكومات الايرانية بالتعاون مع الشعب الايراني، والتقدم نحو التحالف. أما التفاهم مع الآخر فإنه صعب جداً ولن ينضج إلا على نار صدامات كثيرة وليس فقط مع تصفية «داعش» الصعبة.

أما سوريا وهي بيت القصيد فان الحرب فيها مستمرة وهي ستزداد ضراوة.

لأول مرة يقول جون كيري «قد يكون السلاح ضروريا للتعامل مع الأسد».

هكذا فتح كيري الباب نحو «التفاوض بالنار» مباشرة مع إيران، تدريب مقاتلين معتدلين سوريين بداية مهمة، لاحقاً قد يُفرض حظر جوي مباشر او ميداني على طيران البراميل المتفجرة الاسدي، ومن ثم الضمان الميداني لمعارضة داخلية بالتعاون مع تركيا.

أما لبنان، فان حماية السلم الاهلي البارد فيه ستبقى مهمة دولية، لكن السباحة في الفراغ قد تكون قاتلة خصوصاً متى اقترب التفاهم الاميركي الايراني التركي حول مستقبل النظام الأسدي.

اللبنانيون امام تحدّ مصيري، يوقفون سباحتهم في الفراغ، او يجدون انفسهم امام اتفاقات من نتاج واقع الأمر التي تكون اسرائيل في قلبها، لأن امنها من أمن الولايات المتحدة الاميركية سواء مع نتنياهو وأوباما او غيرهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً