اراء و أفكـار

جدية تركيا في اعادة النظر بموقفها من الارهاب

ماجد زيدان

يقوم وزير الدفاع التركي عصمت تيلماز بزيارة الى بغداد للتباحث بشأن مساهمة تركيا في الحملة الدولية ضد الارهاب وتحديداً في معركة تحرير الموصل من سيطرة داعش والمجموعات المتطرفة الاخرى .

المواقف التركية تتسارع وعلى مايبدو انها بصدد سياسة جديدة ونهج مغاير لما كانت عليه من مواقف ففي الفترة الاخيرة اعلنت تركيا صراحة انها ضد الارهابيين وتؤيد الحكومة العراقية في حربها وتقترب في مواقفها من الحكومة الاتحادية على الرغم من انها ما تزال تتخذ مواقف وتمارس سياسية عملية تساند الاقليم ولا ترضى الحكومة الاتحادية التي تعتبرها مخالفة للقوانين الدولية والوطنية لا سيما بشأن النفط والسياسات الاقتصادية واخرها اعلانها التنقيب عن النفط في جبل قنديل الذي يسيطر عليه حزب العمال الكردستاني التركي في انتهاك للسيادة الوطنية العراقية من الطرفين ، بوادر التغيير تصطدم بسياستها ازاء سوريا فهي تدعم القوى المعارضة لنظام الاسد على اختلاف تلاوينها وتسهل مرور الاف العناصر من المقاتلين قسم من هؤلاء ينتقلون الى العراق بحكم ذوبان الحدود .

لقد بذلت قوى التحالف الدولي جهوداً كبيرة لاشراك تركيا في الحملة الامنية ضد الارهاب ولكنها اعتذرت بذرائع مختلفة ووضعت شروطا هي ممانعة ورفض لانه لا يمكن تلبيتها والموافقة عليها.

الظاهر ان تركيا شعرت بقرب أجل تنظيم داعش وتزايد امكانات طرده من العراق والتصميم الكبير للقوات الوطنية وبالتالي حكومة مابعد اخراج الارهابيين ستكون قوية وبالتأكيد ستذكر من وقف معها ومن ساند اعدائها بشكل مباشر او غير مباشر وهو ما سيترجم وينعكس على العلاقات بين العراق وجواره

اعلنت الحكومة العراقية مراراً وتكراراً انها ترغب وتعمل وتسعى الى اقامة علاقات وتعاون بناءة ومثمرة مع كل دول العالم ونص على ذلك دستورها وممارساتها العلمية وعلى مبادىء وشرعة حسن الجوار والقانون الدولي واحترام كل دولة لسيادة الدولة الاخرى وعدم التدخل في شؤونها وتنمية التبادل الاقتصادي لما فيه مصلحة الشعبين .
وفعلا تجاوز التبادل التجاري مع تركيا الـ14 مليار دولار سنوياً وعلى الارجح انه سيزداد وقت السلم وانطلاق الاقتصاد الوطني واعادة تأهيله والسوق العراقية واعدة ولا يمكن لقيادات عقلانية وحكيمة في تركيا ان تضحي بهذا الحجم من التبادل التجاري عندما لا تسهم في الحملة ضد الارهاب .

غير هذا الحدود الطويلة بين البلدين لا تشكل عائقاً لانتقال الارهابيين ولا سيما ان الاوضاع السياسية في تركيا ليست بذلك الاستقرار الذي يمنعهم من اقتراف جرائمهم وتنفيذ مخططاتهم التي لا حدود لها .

الواقع الاشارات التي ارسلتها الجارة تركيا لابد ان تقترن بممارسات على الارض ليس لاقناع العراقيين لوحدهم وانما دول الجوار الاخرى بما في ذلك سوريا فتكف عن مساندة المنظمات الاسلامية الارهابية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها فهذه المساعدات تنتقل على قاعدة الاواني المستطرقة بين العراق وسوريا والناظر يرى الحقيقة الساطعة الآن بل التي تعرضها هذه المنظمات وتتفاخربها.

زمن اعادة تشكيل الامبراطوريات قسراً قد ولى الى غير رجعة وترك المجال الى التعاون الاقتصادي والاجتماعي واحترام حقوق الانسان وعلى الاتراك الاهتمام بهذه الجوانب في بلدهم اولا ليكونوا قدوة ومثالاً قبل ان يصدروا الفتن والتخريب الى هذا البلد او التباكي على حقوق الانسان في ذاك .

ان الانفتاح التركي بسياسة جديدة على العالم العربي وأصلاح الاخطاء موضع ترحاب ان كان جاداً واستراتيجياً لطي صفحة الماضي الذي الحق ضرراً بالغاً بين الشعوب التركية والعربية .

الاوساط السياسية العراقية ترحب ايضاً بكل حوار صادق بين البلدين الجارين وتطمح ان يكون ناجحاً وقد انعكست الاتصالات والزيارات وما صدر عنها من تصريحات ايجابية تطمئن كلا الطرفين .

واخيراً نقول لم يعد هناك متسع من الوقت فتلبية الدعوة للمشاركة في ضرب داعش ضرورة ومفيدة للاتراك قبل غيرهم وقبل فوات الاوان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً