نتنياهو يلقي خطابا أمام الكونجرس في تصعيد لعلاقاته المتوترة مع أوباما
واشنطن (رويترز) – يصعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملته ضد دبلوماسية الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه إيران يوم الثلاثاء في خطاب أمام الكونجرس وضع ضغوطا لم يسبق لها مثيل على العلاقات المتوترة بالفعل بين الزعيمين.
وعلى الرغم من تجاهل الإدارة الأمريكية قدم نتنياهو غصن الزيتون قائلا إنه لا يقصد الإساءة لأوباما بقبول دعوة لإلقاء خطاب أمام المشرعين الأمريكيين وجهها له الجمهوريون المنافسون للرئيس الديمقراطي.
ويعتزم ما يصل إلى 20 بالمئة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين الانسحاب من الخطاب احتجاجا على ما يرونه تسييسا لأمن إسرائيل وهي قضية يتوحد بشأنها الكونجرس عادة.
ويخشى البيت الأبيض أن يستغل نتنياهو الفرصة للكشف عن تفاصيل المفاوضات المغلقة التي تهدف للحد من البرنامج النووي لإيران.
واستبعد أوباما فيما يبدو أمس الاثنين أي احتمال لأن يفسد الخلاف التحالف الأمريكي الراسخ مع إسرائيل.
وقال أوباما في مقابلة مع رويترز “لا أعتقد أن ذلك سيحدث تدميرا دائما… اعتقد أنه إلهاء عما يجب أن يكون محور تركيزنا. يجب أن يكون تركيزنا على ‘كيف نمنع إيران من الحصول على سلاح نووي؟‘”
ويركز نتنياهو على مسوغاته الأمنية قبيل الانتخابات الإسرائيلية التي تجرى في 17 مارس وآذار والتي تشهد منافسة محتدمة لكنه نفى أن يكون لخطابه أي هدف سوى الحفاظ على وجود بلاده.
وقال نتنياهو للمؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) “اعتزم الحديث عن النظام الإيراني الذي يتوعد بتدمير إسرائيل… آخر شيء يمكن أن اريده أن تصبح إسرائيل قضية حزبية ويؤسفني أن بعض الناس تصوروا بشكل غير صحيح أن زيارتي هنا هذا الأسبوع كذلك.”
ولم يكشف نتنياهو عن محتوى خطابه. وقال أحد مساعديه إن نتنياهو سيبلغ المشرعين الأمريكيين بتفاصيل عن المحادثات النووية على أمل أن يقدموا استجوابات للإدارة ومن ثم يعملوا على تأجيل مهلة غايتها مارس آذار للتوصل لاتفاق إطار مع إيران.
وقال المساعد للصحفيين طالبا عدم نشر اسمه إن إسرائيل تعتقد أن أعضاء الكونجرس “لا يعرفون بالضرورة تفاصيل الاتفاق الذي لا نراه اتفاقا جيدا.”
ويريد نتنياهو تجريد إيران من المشروعات النووية التي قد تستخدمها للحصول على قنبلة ذرية لكن طهران تنفي رغبتها في امتلاك سلاح نووي. وترى واشنطن أن طلب إسرائيل غير منطقي.
وبموجب اتفاق مؤقت ابرم في 2013 اتفقت الولايات المتحدة والقوى الخمس الأخرى من حيث المبدأ على أن تواصل إيران تخصيب اليورانيوم بشكل محدود. وقالت مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس يوم الاثنين إن هذا الالتزام لا يمكن التراجع عنه.
وقالت رايس لأيباك ردا على هتافات البعض لدعم موقف نتنياهو المتشدد من إجراء محادثات مع إيران “رغم انه شيء مرغوب الا أنه ليس واقعيا ولا يمكن تحقيقه.”
وأضافت “إذا كان هذا هو هدفنا سيتخلى عنا شركاؤنا ويقوضون تماما العقوبات التي فرضناها معا على نحو فعال للغاية” وحثت المشرعين الأمريكيين على عدم التدخل.
وقالت رايس إن الكونجرس “يجب ألا يلعب دور المفسد الآن.”
ولا يزال ابرام اتفاق مع إيران بعيد المنال بالنظر إلى التقييمات الأمريكية التي تشير إلى أن دبلوماسية العصا والجزرة أو الترغيب والترهيب التي استمرت أكثر من عشر سنوات مع إيران ربما تخفق مرة أخرى في التوصل لاتفاق نهائي.
وقال أوباما لرويترز “يمكنني القول إنه بات أكثر احتمالا أن نتوصل لاتفاق الآن ربما مقارنة بثلاثة أو خمسة أشهر مضت. لكن لا تزال هناك بعض الفجوات الكبيرة التي تحتاج إلى سدها.”