اراء و أفكـار

الطريق الى الموصل عبر تكريت

ماجد زيدان
انطلقت العمليات العسكرية بقوة في محافظة صلاح الدين لطرد مايسمى بتنظيم الدولة الاسلامية ( داعش) وهو الذي يسيطر على بعض المناطق ويحكمها بالحديد والنار وواجه الاهالي ضغطاً كبيراً لبدء العمليات العسكرية تمهيداً لتحرير الموصل.

الحشود التي حضّرتها الحكومة ليست قليلة ويشارك فيها اضافة الى القوات المسلحة الوطنية الالاف من عناصر الحشد الشعبي ومقاتلون من ابناء العشائر بما في ذلك الواقعة تحت سيطرة داعش ومحمية بغطاء جوي عراقي ومن التحالف الدولي باختصار كل مستلزمات الانتصار مهيأة على هذه العصابات المجرمة التي عاثت في الارض فساداً.

الانتصار يشكل فتحاً لصفحة من صفحات تحرير نينوى والانبار وطرد الشرذام خارج الحدود والمهم ما بعد انتهاء العمليات العسكرية وهذا ما وجهت ونبهت اليه المرجعية الدينية ايضاً في اكثر من خطبة اضافة الى الالتزام بما يفرضه الجهاد في هذا المجال .

لا شك ان المعركة ستكون ضارية ولكن ذلك لا يجعل القوات المسلحة والحشد الشعبي يغفلون عن الالتزام بما هو مطلوب والفتوى التي صدرت بهذا الشأن في الحفاظ على ارواح وممتلكات الناس الذين اجبروا على الخضوع تحت سيطرة الدواعش البغيضة والذين لم تتلطخ ايديهم بدماء ابناء الشعب وقواته المسلحة.

في هذه المحافظة اوجعت داعش المواطنين في العراق كله فجريمة سبايكر جريمة ابادة جماعية ضد الانسانية والثأر لضحاياها في ساحات المعارك وليس في اماكن اخرى مطلب ملح وواجب شرعي من الذين انتهكوا الشريعة والاسلام الحق.

ونذكر – صحيح – ان في الحروب يصعب الالتزام بالمبادىء وشرعة حقوق الانسان والقانون غير اننا دولة لها ادواتها وامكاناتها لجلب كل من اعتدى واجرم بحق شعبناً في سبايكر وغيرها الى ساحة العدالة والاقتصاص منه دون رأفة او شفقة ليكون عبرة لمن يعتبر, ليكون النظام مثالاً في رعايته للجميع ووضعهم تحت طائلة المسؤولية عن افعالهم وماجنت ايديهم وليس على ردود افعال ساعة الغضب وما تتركه في النفوس من اذى قد لا يمحى لسنوات طوال وجراح لا تندمل وتترك اثارها بعد عودة السلام والاستقرار.

ان تحقيق الامان الذي ينشده المقاتلون الشرفاء الذين جاءوا من كل صوب وحدب يتطلب التحلي بالتسامح والعدل والانصاف وهم معنيون بلجم من يشذ او يستغل الظروف خلافاً لتوجيهات الحكومة والقانون وقبل ذلك المرجعية الدينية العليا في النجف .

نعتقد ان المعركة محسومة سلفاً للحق الذي تمثل ادواته اجهزتنا الامنية ومواطنينا والمهم ان تأخذ هذه القوات المشتركة على عاتقها اجلاء الغموض الذي لف قضية سبايكر والبحث عن الادلة والتحرز عليها للمساعدة في شفاء الجرح النازف منذ حزيران الماضي.

اليوم الابصار ترنو الى المقاتلين والاسماع مشدودة الى اخبار النجاحات والتقدم السريع على الارض في هذه المعركة الحاسمة وانهاء العبث في تكريت وغيرها من المدن وارجاع حكم القانون والحكومة المنتخبة واسئناف التنمية والتطور واعادة تأهيل مادمره الاشرار الدواعش وعودة النازحين الي بيوتهم وازاحة التخلف واجراءات التطرف التي عفا عليها الزمن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً