اراء و أفكـار

نظام الولي الفقيه مزيدا من القتل والطائفية

غسان المفلح
استطاع نظام الولي الفقيه في طهران أن يبني جدرانا, من الكراهية مع شعوب المنطقة كلها. لأنه كما هو معلوم بني هذا النظام على الشيعية السياسية بنسختها الخمينية. التي لاتختلف ابدا عن نسخة البغدادي “الداعشية”, وقبله “القاعدة”, في قيام ما” يسمى خلافة أو دولة اسلامية”. لا يمكن للشيعية السياسية إلا أن تكون طائفية, وتدعو للقتل والكراهية. هذا لجهة الايديولوجيا, أما لو تحدثنا عن المصالح والسياسة المشتقة من هذه الايديولوجيا, لوجدنا جملة من التناقضات, كيف استعدت ايران الشعوب المجاورة لها, في الوقت نفسه تحاول ان تتمدد في دولها عبر اقليات شيعية او غير شيعية في احيانا اخرى؟ لهذا مشروع الولي الفقيه في نواته, قتل المختلف عن هذا المشروع حتى لو كان شيعيا, ماذا فعل ويفعل الولي الفقيه بالمعارضة الايرانية؟ في حوران اليوم ايران تريد ارتكاب المزيد من المجازر بحق شعبنا السوري, إنها تعلن وللمرة الأولى عن أنها قوة احتلال. بحجج واهية لا تخفى على أحد, ممانعة ومقاومة وعهر سياسي.
في معركة حوران التي يخوضها رجال حوران وسورية ضد مرتزقة “حزب الله” والحرس الثوري, تحاول إيران أن تقول: أولا وأخير عصابة الاسد برمتها باتت بقبضتنا, ولم يعد لديها هامش مناورة مع إسرائيل كما في السابق. الامر الثاني: أننا نحن الطرف الذي سيستمر في تطبيق اتفاقيات الفصل على جبهة الجولان, وعلى اسرائيل واميركا أن تتفاوض معنا نحن.
لكن إيران استطاع النظام أن يورط الشعب الايراني بمزيد من الاحقاد. رغم أن الشعب الايراني يعيش نصفه تحت خط الفقر, كما اتضح من التقارير الاخيرة. نجده يرسل اموال الشعب الايراني لقتل شعوب المنطقة في لبنان والعراق واليمن وسورية. لدى النظام الايراني وهم, أن اميركا والغرب وروسيا وحتى الصين, ستسمح بأن تكون قوة عظمى في منطقة كمنطقة الشرق الاوسط إنها ورطة لن ينجو منها النظام, هذا إذا لم يمتد لهيبها لقلب المجتمع الايراني المحتقن.
ربما تستطيع ايران وعصاباتها أن تحقق انتصارات عسكرية, هنا وهناك, لكنها لن تفلح في تحويل هذه الانتصارات إلى مشروع نفوذ دائم. فليس لديها ما تنافس به الدول إلا بثها للاحقاد والطائفية وشراء الذمم باموال الشعب الايراني. الشعوب الايرانية والعراقية واليمنية والسورية واللبنانية, وتحاول أن تمتد إلى المجتمعات الخليجية, كما صرح اكثر من مسؤول ايراني. ماذا جنى من التواجد الايراني في بلاده؟ الدماء التي تسيل على مذبح مشروع التوسع والسلطات الفاسدة والمجرمة المتحالفة معه. الجديد في الموضوع أيضا أن باراك اوباما مصر على عقد اتفاق نووي مع طهران, ربما يشمل كل الملفات العالقة بين الطرفين. هذا الاتفاق من المفترض انه محصلة لسياسة أميركية عمرها أكثر من ثلاثة عقود لاحتواء نظام الملالي, احتوائه في تراتبية النظامين الشرق اوسطي والدولي. إسرائيل تعارض مثل هذا الاتفاق, رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو, سيلقي خطابا أمام الكونغرس في الايام المقبلة بالضد من هذا الاتفاق. هذا الخطاب تم بترتيب بعيدا عن موافقة اوباما وادارته. هل كل ما يجري مسرحية وتمثيلة بين الاطراف الثلاثة, أم أن الموضوع حقيقي كما تصرح وسائل الاعلام عن هذا الامر الخلافي؟
ما يشير إلى أنه تمثيلية, هو غض الطرف الاميركي عن جرائم ايران, في العراق واليمن ولبنان وخصوصا سورية. ما يشير للعكس أن العقوبات الاميركية والغربية قد اوصلت 90 في المئة من العمالة الايرانية إلى خط الفقر. لكن المؤكد ان هذا الخلاف قائم ومحاولة أميركيا احتواء نظام الملالي مستمرة لكن اوباما حاول ان يحقق انجازا بهذا الاتفاق, عبر غض الطرف عن قتل ايران لشعبنا السوري. المحصلة من كلا الامرين مزيدا من قتل ايران لشعوبنا العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً