اراء و أفكـار

نزع سلاح الميليشيات العراقية… مهمة مستحيلة

داود البصري
تتوالى صور وممارسات التدهور في الوضع الأمني العراقي, وتتعملق الميليشيات الطائفية التي تمارس الجريمة المنظمة وتنفذ أجندات خارجية , وترسم بظلالها الدموية الخطوط الرئيسية لعملية تقسيم العراق لكانتونات طائفية ضمن خطة مركزية للإحلال والتبديل الديموغرافي والمذهبي للمدن العراقية, ووفق أسلوب يتشابه تماما وأسلوب العصابات الصهيونية في ممارسة أقصى درجات الإرهاب الدموي ضد المدنيين ودفعهم للهجرة والهروب وهوما تجسد بوضوح في معارك ديالى التي خاضتها عصابات الحشد الطائفي وحيث تم منع السكان الأصليين من العودة لمناطقهم ومساكنهم تحت طائلة القتل! وهو ماحصل فعلا وميدانيا في مجزرة بروانة الطائفية القذرة وحيث تم قتل أكثر من 72 مواطنا عراقيا بدم بارد أمام عيون أهاليهم والأجهزة الأمنية أيضا ؟ ولعل في عملية اختطاف وقتل الشيخ قاسم الجنابي ورفاقه من قبل ميليشيات بدر دليلا مضافا على استهتار تلكم الميليشيات بجيش الدولة وأجهزتها الأمنية وتحولها لمركز قوى فاعل في محاولة لإلغاء الدولة وأجهزتها واستبدالها بعناصر الميليشيات التي تريد التحول لدولة طائفية متكاملة الأركان .
لقد أعرب السياسيون العراقيون عن رفضهم لما يجري وخصوصا في معسكر القوى السنية والقوى الوطنية الليبرالية الرافضة لما يجري من حض وحشد طائفي وعمليات قتل ممنهجة ومبرمجة وفقا لأجندات طائفية واضحة لا تخطئ العين الخبيرة قراءة دلالاتها ومعانيها, في الجريمة الأخيرة التي توجت قائمة الجرائم الطائفية ذات الطبيعة الاستئصالية تكمن كل أسباب وعوامل الحقد والضغينة المؤدية لانفجار العراق وتشظيه , فقبل أيام قتل عدد من أئمة السنة في البصرة بجنوب العراق وتحديدا في قضائي الزبير وأبي الخصيب بدم بارد على يد ميليشيات طائفية معروفة من دون أن تكشف السلطات المحلية أوالمركزية عن القتلة أوتقدمهم للقضاء , بل زاد الطين بلة عبر إقدام نفس العصابات الطائفية المتطرفة ذات الحمولة الإرهابية الرجعية بقتل أربعة من فناني البصرة في أبي الخصيب! لكونهم أقاموا حفلة غنائية.., كل تلك الجرائم البشعة وحكومة البصرة المحلية لاخبر جاء ولا وحي نزل؟ حتى تحول إرهاب السلطة ليكون هوالحالة السائدة في عراق يزحف على بطنه من الفشل الذريع.!. لقد طالبت القوى الوطنية العراقية بنزع سلاح الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة وقواها الأمنية, وهو مطلب خرافي لن يجد تطبيقات على أرض الواقع ؟ فالحكومة أصلا هي حكومة ميليشيات طائفية مسلحة؟ والموكل بإدارة وتنفيذ هذا الأمر وهو وزارة الداخلية هو أحد زعماء تلك الميليشيات المسؤولة مسؤولية مباشرة عن قتل العراقيين ؟ وهي منظمة أوعصابة بدر التابعة للحرس الثوري الإيراني والتي يقودها العميد الحرسي هادي العامري ولكون وزير الداخلية محمد سالم الغبان أحد رجالها القياديين ؟ ثم أن عصابات طائفية خطرة ومسعورة من أمثال “العصائب” أو”كتائب حزب الله” العاملة ضمن إطار مايسمى الحشد الشعبي باتت اليوم أقوى من الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية بكثير, بل أن الدولة بأسرها تخضع لها وتأتمر بأوامرها بعد أن إستباحت جميع قطاعاتها المركزية وباتت تفرض أجنداتها الخارجية على الواقع العراقي ؟ فيما تحول البرلمان العراقي لظلال باهتة, وفشلت العملية السياسية الكسيحة أصلا وتحولت لأطلال وخرائب, وساد منطق العصابات الطائفية ليطغى على صوت العقل والحكمة وباتت جثث العراقيين نهبا مشاعا لتلكم العصابات السائبة المعروفة الإسم والهوية.
لقد تم التعرف منذ اللحظات الأولى على هوية منفذي الإغتيال الإجرامي البشع للشيخ قاسم الجنابي ورفاقه, وكشفت هوية وانتماء الفاعلين وهم جماعة عصابة بدر بصراحة ؟ فماذا فعلت السلطات ؟ لاشيء بالمرة لكون حاميها حراميها! ولكون رئيس الحكومة حيدر العبادي تحول لأشبه باليتيم على مأدبة اللئيم, وهو أصلا رئيس حكومة ميليشياوية لايستطيع نزع سلاح نملة طائفية واحدة!, الأوضاع في العراق تتجه نحو نهايات دموية تقسيمية واضحة في ظل عجز السلطة القاتل عن كبح جماح ميليشياتها التي تغولت لتلتهم حتى صانعيها كوحش فرانكشتاين الخرافي ؟.
بصراحة تامة.. مالم يتم نزع سلاح الميليشيات الطائفية فإن العراق سينفجر حتما ؟ والمشكلة الجوهرية هي أنه لا أحد فيه اليوم يستطيع نزع سلاح تلكم العصابات الإرهابية.
العراق في مهب الريح وفي طريق السقوط والإنفجار الكبير مالم تحدث معجزة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً