اراء و أفكـار

الاحراق ماينتظركم من داعــــــــــــش

ماجد زيدان
لم يكن احد من المتابعين للشأن السياسي وخصوصاً مايسمى بتنظيم الدولة الاسلامية توقع ان تتم صفقة التبادل بين الاطراف التي يعود لها الاسرى والراهن وداعش .

الكثيرون قالوا ان التنظيم لا ثقة فيه ولايقيم وزناً للانسان بما في ذلك المنتمين اليه , وانه سوف يتم اعدامهم او بالاحرى قطع رؤوسهم , غير ان لم يدر بخلد احد ان يكون الاعدام بهذه البشاعة , وان يكون حرقاً , القسوة المبالغة في التعذيب والتجرد من كل ماهو انساني وقيمة حضارية امر ليس بمستغرب عن هذه العصابات المجرمة .

الواقع ان هذا التنظيم الارهابي كان يبحث عن الاثارة والمناسبة لتتصدر اخباره نشرات الاخبار في وسائل الاعلام , ومن هنا ادار مفاوضات لم يستشف في أيٍ من مراحلها انه جاد في اطلاق سراح المختطفين لديه, لا الياباني ولا الاردني ولا من كان قبلهم من جنسيات مختلفة , كما انه لايهمه ان يحافظ على حياة ساجدة الريشاوي وهو اصلاً دفعها لتنفيذ عملية انتحارية لاطائل منها , مثلها مثل غيرها ينظر اليهم كحطب لنار كراهية وحقد على كل ماهو ينبض بالحياة والانسانية, بل ان الحيوانات اكثر رأفة منه مع صغارها وجنسها .

كانت المفاوضات عقيمة والمبدأ القائل لاتفاوض ولا تنازل للارهابيين كلي الصحة , ويخطئ من يظن انه يحصل منهم على شيء يخدم البشرية او يخفف من غلواء عنفهم .

حسناً فعلت حكومة الاردن حين ردت بسرعة بأعدام الريشاوي وعنصر اخر من التنظيم من الذين حكم عليهم القضاء منذ سنوات بحكمه العادل , والذي كان يجب تنفيذه قبل هذا الوقت بكثير.

ان هذه الجريمة الشنيعة تؤكد مرة اخرى على ضرورة تشديد العقوبات على الذين يقترفون جرائم الارهاب في كل مكان , والتعاون والتنسيق لمحاربتهم وتوجيه الضربات الاستباقية لهم , ففي ذلك خفض للآلام وتقليل عدد الضحايا ومنع تكرار الجرائم البشعة.

ولابد من القول ان الحملة على الارهاب في بلادنا هي حرب تشن بالنيابة عن الاخرين الذين لن يكونوا بمنجى منها , وسيصلهم ماصدروه لنا ولغيرنا من عتاة والمتطرفين والمنحرفين عن الاسلام وعن المبادئ الانسانية.

عليهم ان يدعموا هذه الحملة ويبذلوا المزيد من الجهود والتدقيقات في حدودهم وداخل بلادهم , فالارهاب شامل والحرب عليه يجب ان تكون شاملة ايضاً , لاخيار فيها ولامهادنة واذا سكت اليوم عن هذه المنطقة , فانه غداً سيحرك خلاياه النائمة , ويعض اليد التي تمده بالمساعدة ويضرب العين التي تغمض عنه.

لايقتصر الامر على ضرب عناصره , وانما تخفيف منابعه الفكرية والثقافية والسياسية , وعلى حكومات المنطقة ان تنفتح على شعوبها وتعيد النظر في برامجها على كل الصعد , وتتبنى ستراتيجية تقطع نسله , واي منفذ يؤدي اليه بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية .

لاسلطة تدوم وهي لاتعمل على بناء نظام متوازن للعدالة الاجتماعية ويحد من الفقر ويؤمن العيش في حده الادنى . لاسلطة تدوم والخطابات السياسية والدينية تحض على الكراهية واستبعاد الاخر وقمعه . لاسلطة مستقرة والتعليم في بلدننا مايزال ينمي التخلف والخرافة ويبتعد عن العلوم الحديثة , بل ولايوفر لاعداد هائلة من الناس.

ان استنكار وشجب وادانة حرق الكساسبة لايكفي , فالحاجة تمس الى كيل الضربات الى الدواعش وغيرهم من المتطرفين ومثيري الفتن وتنفيذ الاحكام ضدهم ليس في الاردن والعراق وانما في كل مكان , وتضييق الملاذات الامنة وتدميرها المهم ايضاً المشاركة في الحرب الدائرة ضدهم في منطقتنا .

هذه الجريمة النكراء ستحفز المترددين على الانخراط في الجهد الاممي لمحاربة الارهاب , كما انها تشكل علامة فارقة للمخدوعين بمثل هذه المنظمات وتبين بالملموس ماينتظرهم اذا تمكنت المنظمات المتطرفة من السيطرة على مقاليد الامور لاسمح الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً