اراء و أفكـار

العراق في حاجة الى موقف رسمي

حمزة الجناحي
تكررت الاتهامات الى قوات التحالف الدولي بدعوى عدم حياديتها، وان الدعم الذي تقدمه للعراق غير مقنع؛ وأظهرت قنوات فضائية ومواقع تواصل اجتماعي تحليلات ومقارنات بين ما قامت به قوات التحالف في العام 2003 من حيث العدد والنوع، وبين ما تقوم به اليوم من طلعات خجولة تتركز في المناطق الشمالية، فيما تكاد تكون معدومة في مناطق ديالى وتكريت والرمادي. وتعالت اصوات بعض الساسة، بخاصة بعض اعضاء البرلمان العراقي، الذين اتهموا اميركا علنا بأنها تحاول ذر الرماد في العيون بادعائها محاربة داعش في حين يقوى هذا التنظيم في مدن عراقية محددة بمساعدة قوات تسقط لها معدات ومؤن وبذلات عسكرية وبنادق اميركية تعد أسلحة نوعية لا يمتلكها الجيش العراقي ولا الجيش السوري، فرصاص هذه البنادق يخترق درع ناقلة الهمر الاميركية.

في مقابل هذا ينفي قادة وضباط الجيش الاميركي هذه الادعاءات ويدعون الى توخي الدقة في نقل مثل هذه الاخبار. لكن أحيانا، يختلف الامر عندما يخرج مسؤول او ضابط اميركي ليتحدث عن “خطأ” ارتكبه طيار رمى بعض المؤن الى غير الهدف، او ان طائرة اميركية اخطأت وقصفت وحدات من الجيش العراقي والحشد الشعبي.

قبل يومين انتشرت صور في منطقة المقدادية تظهر قطع غيار، ومظلات اسقاط مؤن وبنادق وأعتدة وخوذ ضد الرصاص، كانت ألقيت لمسلحي داعش بواسطة طائرات (اميركية)، وذهب البعض بعيدا عندما قال انه رأى تلك الطائرات وهي تهبط في مناطق يحتلها داعش واصفا تلك الطائرات وحجمها.

اعتقد ان هذه الادعاءات ليست ملفقة وباطلة كلها، لا سيما ان هناك تسريبات خطيرة تتحدث عن منع قوات التحالف الطيران العراقي من معالجة اهداف، حيث يقال ان السلطات العراقية تطلب من القوات الاميركية معالجة تلك الاهداف لكن الرد الاميركي على الطلب يأتي بعد عشر ساعات من تقديم الطلب “خوفا على سلامة طيارينا وطياريكم”.

الحقيقة، ان مثل هذه الادعاءات صارت متداولة في الاوساط الشعبية ووسائل الاعلام والفيسبوك وتويتر، مدعومة بصور وشهود عيان، ولا يكاد يوم يمر لا نسمع فيه مثل هذه الاخبار المؤلمة.

يجب ان تتأكد السلطات العراقية من هذه الادعاءات، ويجب ان يعلن البلد موقفا رسميا يلتزم بموقف واحد بنتائج ما يسفر عن التحقيق بذلك. اذ ان صمت القيادات العراقية العليا ازاء هذا الامر يثير قلقا وريبة، وربما وضعه البعض في خانة الخوف او الجبن او عدم الاكتراث بأرواح العراقيين.

الصمت الرسمي من جانب الحكومة لا يخدمها ولا يخدم البلد في حربه ضد داعش.

فإذا كانت هذا الادعاءات صحيحة فان الدولة العراقية تمر بمرحلة خطرة لن تخرج منها كما كانت قبلها. وهذا يعني ان الامر لا يعني الحكومة او البرلمان او اية جهة سياسية في البلد، بل يعني العراق برمته من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.

اذن كم من الادلة تحتاج حكومتنا الوطنية لتخرج من صمتها لتعلن موقفها الرسمي من هذه الادعاءات وتوحيد الموقف العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً