اراء و أفكـار

حق . . حرب السكاكين

الخليج

تؤكد عملية تل أبيب التي قام بها شاب فلسطيني بطعن 16 إسرائيلياً، أن الشعب الفلسطيني لا يعدم أي وسيلة متاحة للرد على الاعتداءات “الإسرائيلية” المتواصلة التي يستبيح فيها دمه وحقوقه وأرضه ومقدساته، إذا ما سدت أمامه أبواب المواجهة المباشرة، وإذا ما قررت قيادته ولوج طريق المفاوضات العقيمة فيما هو سادر في الايغال بدم الشعب الفلسطيني، وإذا ما عز عليه السلاح لممارسة حقه في مقاومة الاحتلال .
عندما يفتقد الشعب الفلسطيني أدوات المواجهة الطبيعية، وتسد في وجهه كل آفاق التسوية، ويصل إلى حافة اليأس مع وجود قيادة لا ترى إلا المفاوضات العقيمة سبيلاً للتعامل مع العدو، وهي مفاوضات لن تؤدي إلا إلى ضياع القضية، فإنه يلجأ إلى مختلف الأساليب والوسائل لتأكيد حقه في المقاومة ورفض الاحتلال، وإشعار عدوه بأنه لن يستسلم ولن يستكين، ويبقيه في حالة من القلق واشعاره بعدم الأمان .
الحجارة، العصيان المدني، الانتفاضة، السكاكين، وأي شكل آخر يتم استنباطه هي أسلحة مشروعة ضد الاحتلال . قد لا يكون كل ذلك وسيلة لهزيمة العدو نظراً للخلل الكبير في موازين القوى، وللقدرات العسكرية الهائلة التي يمتلكها والقادرة على الايذاء والتدمير، إلا أن أدوات المقاومة هذه تعبر عن إرادة التمسك بالحق والإصرار عليه، حتى ولو كان الثمن باهظاً، والتضحيات كبيرة . ذلك أن الشعب الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود لم تفتر عزيمته ولم تلن قناته، وأدمن على تقديم التضحيات بلا كلل .
إن “حرب السكاكين” التي استنبطها الشعب الفلسطيني مؤخراً في مواجهة العدو ومستوطنيه هي أداة شرعية من أدوات النضال، ذلك أن المجتمع “الإسرائيلي” هو مجتمع عسكري لا فرق بين جندي ومدني، لأن الجميع هم عناصر في ثكنة عسكرية مدججة بأحدث الأسلحة وبعقيدة صهيونية عنصرية، والكل يخضع للتدريب العسكري ومن ثم للخدمة العسكرية وفي حالة تأهب لحماية كيان غاصب قائم على الاحتلال والتوسع والعدوان، ويستند إلى أساطير تلمودية يرى من خلالها أنه له الحق في فلسطين، وأن على الفلسطينيين أن يبحثوا عن مكان آخر غير وطنهم .
لعل البعض يرى في “حرب السكاكين” وغيرها ضد العدو الصهيوني وسيلة غير حضارية، وتستهدف مدنيين، وتعيق ما يسمى التسوية . وهي ذرائع ترددها الدول الغربية على الدوام، من دون أن يرتفع لها صوت عندما ترتكب “إسرائيل” المجازر ضد الشعب الفلسطيني .
الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال، إنما يمارس حقه الشرعي الذي تكفله كل القوانين والشرائع، ومن بينها قرارات الأمم المتحدة التي تنص على “شرعية نضال الشعوب من أجل الاستقلال والتحرر من الهيمنة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي بكل الوسائل المتاحة بضمنها الكفاح المسلح” .
المقاومة الفلسطينية لم تأت اعتباطاً بل هي رد فعل على عدوان متواصل، ودفاعاً عن الحق والوجود . – See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/detailedpage/6d2427d0-26b9-4763-8347-8bfe93fb7eb8#sthash.PSYI8Wzv.dpuf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً