اراء و أفكـار

جـيــش واحــد

شامل عبد القادر

فِي اللقاء الودي الذي جرى في مدينة النجف الأشرف بين السيد مقتدى الصدر ووزير الدفاع خالد العبيدي أعلن عن اتفاق وجهات النظر بصدد توحيد القوات القتالية وجعل الجيش العراقي هو القوة القتالية الوحيدة التي تمثل جميع أطياف العراقيين بدلاً من تشتت الجهد القتالي على فصائل وميليشيات وكتائب مختلفة.
كانت تأكيدات السيد مقتدى الصدر على وجوب أن تكون للجيش العراقي مكانته السابقة واللائقة والارتفاع بمستواه القتالي من خلال تعميق الولاء الوطني بدلا من تعدد الولاءات الطائفية والمذهبية التي تعصف بالقوات المسلحة العراقية حاليا والعمل على توحيد الجهود العسكرية والتعبوية في الجيش ومنع أية قوة مسلحة خارج اطار الجيش العراقي، وأضاف العبيدي إلى كلام السيد الصدر، إن الجيش العراقي قوي بوحدته وضعيف بتعدد الولاءات غير المسموح بها، والتي عرفت في الآونة الأخيرة، بعد تشكيل الكتائب والميليشيات والجيوش الخاصة وقوات التطوع الكفائي والحشد الشعبي وان هذا التعدد قد يمنع تقدم داعش إلى حد معين ولكنه يدمر الهوية الوطنية للجيش العراقي ويعمق للأسف الشديد من الولاءات غير الوطنية.
إن لقاء النجف الاشرف وتأكيدات السيد مقتدى الصدر والمقاتل وزير الدفاع تحتاج إلى عملية سريعة وحاسمة لتحويل هذه التصريحات الايجابية والبناءة والحقيقية إلى أفعال وإجراءات عملية، فقد شبعنا نحن العراقيين من التصريحات المتفائلة ونحتاج إلى آلية واضحة وصريحة لتطبيق الكلام!
لا يمكن إغفال حقيقة وجود متطوعين لبوا نداء المرجعية الدينية للدفاع عن الأراضي العراقية التي اجتاحها داعش ومن خلال تطوع الآلاف من الشبان والرجال العراقيين في قطعات الحشد الشعبي ترافق معها أو قبلها قوات تشكلت على أساس ميليشيات مسلحة أخذت على عاتقها محاربة داعش أيضا مع وجود قوات الجيش العراقي فاختلط الحابل بالنابل ولم نعد نعرف من حرر هذه المنطقة ومن خسر تلك القصبة وكل يسند الانتصارات العسكرية غير المبرمجة والمنظمة إلى جهود منظمته العسكرية حتى بات الجيش وحده الخاسر في معارك مواجهة داعش.
سبق لنا أن اشرنا إن النوايا الطيبة للمقاتلين الذين لبوا نداء المرجعية الدينية لا تكفي وحدها لبناء قوات قتالية تحقق لنا انجازات حاسمة وسريعة وإنما ستكون الحرب مع داعش سجالاً لا ينتهي، وكرا وفرا تسقط فيه مئات الأرواح البريئة من المتطوعين البواسل وان إصرار وزارة الدفاع على حصر المقاتلين بمظلتها العسكرية هو إجراء صحيح يتوافق مع السياقات العسكرية في العالم وان الحرب مع داعش ليست حرب عصابات وكمائن بل هي مواجهات مباشرة مع الجيش النظامي وتلك القطعات والميليشيات والكتائب تفتقد إلى أسلوب الحرب النظامية مما يجعلها تتكبد خسائر بشرية ومادية كبيرة لسنا بحاجة إليها لأننا نحتاج إلى كل قطرة دم عراقية لا تذهب هباءً أو تسرق من أجساد المتطوعين الأبطال.
المطلوب تفعيل الاتفاق المبدئي بين الذي أعلن رسمياً بين سماحة السيد مقتدى الصدر (كتائب السلام) ووزير الدفاع وتحويل الكلام إلى إجراءات عملية تساعد الجيش في مهماته وواجباته وتعمق الولاء الوطني بدلاً من الولاءات السطحية التي مزقت بنية الجيش وحولت المقاتلين للأسف الشديد إلى أتباع وليس محاربين ومقاتلين يدافعون عن العراق وملله ونحله ومذاهبه وقومياته وأديانه….. نحن بالانتظار!..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً