اراء و أفكـار

للإسلام ثورة

حاتم حسن*

صدمتنا وقائع ما بعد الاحتلال، وأيقنا أن اليمين الأمريكي المتطرف قد رسمَ برنامجه للعراق على أسس ومعطيات وحالة معاشة الطائفية وليس على أوهام وافتراضات وقلناها مع غيرنا ومن سنوات الاحتلال الأولى أن هناك حاجة لإعادة فحص وقراءة التاريخ الإسلامي وتطهيره مما لحقه وعلق به ومما ليس منه، وما أسقطه المتضررون والمنحازون والمغرضون عليه.

فنحن نعرف انه في زمن الوعي والثقافة والتحضر ووسائل التوثيق يمكن أن تتزور وتتشوه الحقيقة بين مكان وآخر ووقت وآخر فكيف بمجتمع الماضي على بداوته وأميته وجلافته فيحافظ على الأمانة بيده؟ وكيف للمتضررين من الإسلام ألا ينسبوا للإسلام ما يخدمهم وينفعهم؟؟ فالقرآن الكريم حرفوه وزوروه وتم العثور على مقبرة كبيرة أخرى للمصحف المزور في اليمن… وبات معروفا وعلى الدوام ومتداولا أمر تلفيق وابتداع الأحاديث النبوية والروايات التي تعمل على تشويه وتمزيق الإسلام وجعله شيعا ومذاهب متعادية… ومنحوها تسميات خادعة كالاجتهاد والتأويل… الإسلام يصلح لكل زمان ومكان.. فهو دين العقل… وقد تدرجت الأديان وفق تطور افهام ومدارك البشر… من اليهودية إلى المسيحية إلى الإسلام حيث بلغت البشرية نضوجها وحكمتها و تبوأ العقل منزلته، ليتولى الفرز والتحكيم والتقرير تحت أنوار الإيمان… فالحياة في تطور وارتقاء، وبات على دين العقل أن يتعامل مع معطيات ومتغيرات ومفاهيم الحياة… ولذلك كان الأولى أن يظهر في كل حقبة عندنا ألف مارتن لوثر كنج لغربلة وتطهير الإسلام مما يلحقه من خرافات وجهالات وافتراءات وضروب الكراهية… وكانت أوربا ستغوص أكثر في الخراب وتشويه المسيحية والحروب الأهلية لولا المؤمنين الغيورين على دينهم ومواطنهم وعلى الإنسان… فهل على الإسلام أن يستنسخ المخاضات الأوربية الدامية إلى أن يصحو ويستفيق ويعلن ثورته وينتفض وينفض عنه كل ما لا يمت لدين سلام ومحبة.. دين تبدأ الصلاة فيه باسم رحمن رحيم… ورفض عنيف وبلا أدنى تردد لكل ما ينافي العقل المتطور.. واعتماد المحبة هي الدعوة للبشرية للتنعم والسعادة بالإسلام… نعم تغير السيف بالليزر وبالسلاح النووي… وبمخاطبة البشر في أقاصي الأرض.. والأحرى بدين العقل أن يحكم العقل… وكفى اعتمادا على ما وردنا من الماضي مادام يتناقض مع العقل ودين المحبة… وأين الغرابة في وضع دائرة الشك على أحاديث وتقولات واجتهادات بعض الخاوين في الصحراء يمضون وقتهم المدقع بالترهات والتقولات والافتراءات وانتحالات الأحاديث وبلغوا أن شوهوا القرآن.. فضلا عن الجهود الضخمة للمتضررين من الدين الجديد.. فهل حان وقت ظهور أكثر من مارتن لوثر كنج وتجنب حروب أهلية تغدو حروب أوربا الدينية قياسا لما سيجري في العراق مجرد نزهة؟؟ ولكن لمارتن العراقي مواصفات لا يمكن إدراجها وستراها عقول الطائفيين من ضروب المستحيل… لذلك سيكون هذا الثائر ثائرا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً