اراء و أفكـار

صنف آخر من الفضائيين!

شامل عبد القادر*

تَعاظمت ظاهرة الفضائيين بعد عام 2003 ولها أسبابها لكنها حوصرت اليوم بعد أن أعلن الدكتور العبادي الحرب العلنية ضد سراق المال العام ممن يطلق عليهم بالفضائيين!
الكشف عن خمسين ألف فضائي في الجيش عدد متواضع لكنه يشكل علامة بارزة على طريق محاربة الفساد المالي في مؤسسات الجيش ووحداته العسكرية ناهيك عن فساد مهول آخر في الأجهزة الحكومية وشبه الحكومية وبعض المؤسسات ” الإنسانية!” و” الخيرية!” في مقدمتها كما يقال ويشاع ويروى ظاهرة المفصولين والسجناء السياسيين وشبكة الرعاية الاجتماعية!!
علمت أن هناك “12” مليون معاملة خاصة بالسجناء السياسيين!!
لا احد يصدق ولا نريد أن نصدق أن صدام ونظامه السابق فصل لأسباب سياسية هذه الملايين!!
أضحكوا أيها العراقيون على نوع آخر من الفساد المالي والسياسي والأخلاقي الذي يشوب بعض المؤسسات ذات الطابع “الإنساني!!” بوجود 12 مليون معاملة فصل سياسي جديدة لم تحسم بعد وبعد “11” سنة من سقوط النظام السابق ومنح المليارات للسجناء والمفصولين السياسيين!
لقد أصبح العراقيون يتندرون في مجالسهم على ظاهرة المفصولين السياسيين والملايين التي دفعت في اغلب الأحوال من دون أي وجه شرعي وقانوني لبعض اللصوص ممن قدم أوراقا مزورة تثبت انه كان مفصولا سياسيا وقبض تعويضات لا يستحقها بسبب تواطؤ أو فساد أو رشى!!
اعرف أشخاصا قبضوا أموالا طائلة بحجة الفصل السياسي وهم لم يفصلوا يوما واحدا من دوائرهم والبعض ترك الوظيفة بــإرادته وآخرون بسبب الهروب من الخدمة العسكرية أو السفر إلى خارج العراق وعاد اليوم من هولندا والسويد واستراليا وكندا والنرويج ونيوزلندا ليقبض الملايين بذريعة الفصل السياسي!!
اعرف نماذج كثيرة لم تستحق فلسا واحدا لأنها لم تكن مفصولة أساسا لأي سبب سواء كان سياسيا أو أخلاقيا.. البغض من هؤلاء الأدعياء بالفصل السياسي وهم كذابون ودجالون ولا قيمة اعتبارية لهم لأنهم سراق مال الشعب لم يكتفوا بالتعويض بل تسنموا مناصب ومراكز وظيفية ما كانوا يحلمون بها لولا كذبة وتخلي عن شرف الكلمة!
اعرف نساء كثيرات عدن بعد “التحرير!!” مجاهدات مناضلات وقبضن ثمن الأكذوبة ملايين الدنانير وتبوأن مراكز محترمة لا يمكن أن تسند إليهن في كل المقاييس “الجهادية!” و”الثورية”!!
واعرق زملاء وزميلات – قد يزعلون من إثارتي لهذا الموضوع – تركوا دوائرهم في أواخر أنفاس النظام السابق من دون أن يقدموا استقالات أصولية ففصلوا بموجب قانون الخدمة المدنية وقانون انضباط الدولة وعادوا اليوم ليتشبثوا بأكذوبة الفصل السياسي!!
كلنا يعرف أن صدام ما كان يعترف بشيء اسمه “الفصل السياسي”!
وكلنا يعرف ان السجناء في النظام السابق كانوا من الشيوعيين والإسلاميين بينما نجد اليوم ان اغلب من “لفط” الملايين بذريعة الفصل السياسي لم يكونوا يوما في حياتهم شيوعيين او اسلاميين بل مجرد مواطنين عاديين بل وبعضهم اقل من صفة عادي لأنهم فصلوا لأسباب تمس السمعة الشخصية!
المطلوب حملة قوية لفضح الفضائيين من “المفصولين والسجناء السياسيين” واسترداد الملايين المسروقة وإعادتها لخزينة الدولة وإلغاء آلاف الأوامر الوزارية والإدراية الخاصة بتعيين الفضائيين!!..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً