ثقافة وفن

سوق الشورجة.. ملاذ العراقيين بحثا عن الفرح

سوق الشورجة

تغص السوق الضيقة الأقدم في بغداد التي يعود تاريخها إلى العصر العباسي بعراقيين -أغلبيتهم من المسلمين- يبتاعون زينة لعيدي الميلاد ورأس السنة، كالكرات الحمراء وتماثيل “بابا نويل” وزيه الأحمر والأبيض.

يقف يعسوب علي داخل متجره الصغير في سوق الشورجة التراثي وسط بغداد محاطا برفوف شبه فارغة من زينة عيد الميلاد التي يقبل عليها العراقيون بكثافة بحثا عن فرح ينسيهم مآسي تطبع يومياتهم.

وتغص السوق الضيقة، الأقدم ببغداد التي يعود تاريخها إلى العصر العباسي، بعراقيين -غالبيتهم من المسلمين- يبتاعون زينة لعيدي الميلاد ورأس السنة كالكرات الحمراء، وتماثيل “بابا نويل” وزيه الأحمر والأبيض.

كما تبيع المحال أشجارا بلاستيكية خضراء أو بيضاء، بعضها في علب من الكرتون، وأخرى متفاوتة الحجم معروضة عند المداخل، بينها شجرة ارتفاعها نحو مترين مجهزة بإضاءة، يبلغ سعرها نحو مائتي دولار.

يقول يعسوب لوكالة الصحافة الفرنسية “هذه السنة كان الطلب كبيرا بشكل غريب، للمرة الأولى نبيع مثل هذه الكمية”. ويتابع الرجل الخمسيني “العراقي منفتح لكن نفسيته تعبت، الناس يبحثون عن متنفس”.

http://www.aljazeera.net/file/get/82dbb150-fc80-45e9-8248-1dacc0f19248

نزاعات دامية
وعانى العراقيون منذ ثمانينات القرن الماضي من سلسلة نزاعات دامية، منها حرب دامت ثمانية أعوام مع إيران وغزو أميركي في 2003. كما أدت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ أشهر على مناطق واسعة غرب البلاد إلى تهجير مئات الآلاف من السكان ومقتل مئات آخرين.

وكان سوق الشورجة هدفا لأكثر من تفجير بعبوة ناسفة في الأعوام الماضية، إلا أن ذلك لم يحل دون تدفق المئات يوميا إلى هذه السوق التي تباع فيها حاجات متنوعة كالملابس والساعات والتوابل.

أما محال الهدايا، فتعرض في هذه الفترة من السنة زينة الميلاد، وتتدلى من سقوفها الأجراس وأكاليل خضراء أو ذهبية تتوسطها عبارة “ميري كريسماس” (ميلاد مجيد بالإنجليزية).

أبو الهدايا
في داخل أحد أزقة السوق، بدأ صفاء الذي يكني نفسه باسم “أبو الهدايا”، بوضع الزينة المخصصة لعيد الحب في 14 فبراير/شباط، بعدما نفدت لديه زينة الميلاد باستثناء شجرة واحدة وبضعة تماثيل “بابا نويل”.

ويقول “أبيع الهدايا والزينة منذ ثلاثين عاما وهذه أول مرة يصل فيها الإقبال إلى هذا الحد. بعت كل زينة الميلاد ورأس السنة”. ويضيف “الناس يريدون أن يفرحوا هذه السنة بسبب الحزن الذي سببته داعش”، في إشارة إلى الاسم الذي يعرف به تنظيم الدولة.

كما يأتي العيدان هذه السنة بعد انتهاء فترة الحداد لدى الشيعة، التي تستمر قرابة خمسين يوما منذ بدء شهر محرم إلى أربعينية الإمام الحسين.

ويقول باسم جرجيس وهو مسيحي كلداني يملك متجرا لبيع الهدايا في السوق “هذا العام بعت أكثر بعشرة أضعاف مما بعته في الأعوام الماضية”.

وشهد العراق منذ 2003 تراجعا كبيرا في أعداد المسيحيين بعد تعرضهم لسلسلة هجمات طال بعضها الكنائس. كما أدى هجوم تنظيم الدولة إلى تهجير مئات الآلاف منهم، لا سيما من مدينة الموصل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً