اراء و أفكـار

حرب إيران وداعش

شامل عبد القادر*

صفحة الحرب الكبرى بين داعش والعراق لم تَبدأ بعد وما يجري من حروب متقطعة بين داعش والبيشمركة في شمالي العراق أو بين داعش وعشائر الأنبار هي تمارين للمعركة الرئيسة التي تنتظرها إيران وليس العراق بفارغ الصبر!
داعش تراوغ وتمكر في كل معاركها في العراق وهي تخفي هدفها الاستراتيجي من كل حروبها في العراق عبر مناطقه المختلفة فلا داعش تريد امرلي ولا تبقى في جرف الصخر ولا تبغي احتلال تلال حمرين أو الصعود إلى البغدادي وحديثة وجميع ما تخوضه داعش من معارك هي من باب ذر الرماد في العيون لإخفاء ما ترنو إليه أو ما يجب أن تحققه على الأرض تطابقا مع منطلقات التأسيس!
داعش كما توهمنا برفع راياتها السود المنقوش عليها عبارة “الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام” أمامها هدف “صهيوني – إسرائيلي” مغلف بعباءة إسلامية متطرفة لطرد الأنظار عن “الهدف” الاستراتيجي وهو الوصول إلى المفاعلات النووية الإيرانية عن طريق العراق أي أن داعش تؤمن أن الوصول إلى المفاعلات الإيرانية يمر عبر الأنبار أو ربما ديالى!!
لا غرابة أبدا في السيناريو الأمريكي – الإسرائيلي – الداعشي لتحقيق أحلام نتنياهو بالتخلص من القوة النووية الإيرانية بعد أن عجز الرئيس أوباما من الوصول أو تحقيق ما تحلم إسرائيل به لإزالة المخالب النووية عن إيران عن طريق التفاوض غير المباشر الذي تقوم به الولايات المتحدة بالنيابة عن “شعب الله المختار”!!
داعش توهم العراقيين أن حربها هي من اجل إقامة “خلافة إسلامية!!” في العراق وبلاد الشام وتخفي هدفها الرئيس: مفاعلات إيران وقوة إيران النووية وعند تدمير هذه المنشآت تنتهي مهمة داعش وتتوقف عن القتل والزحف وتختفي عن الوجود!
داعش إسلامية ووهابية وسلفية وسنية ومن دون هذه الهوية الواضحة الصريحة لن تتوفق في الوصول إلى مفاعلات إيران ومن دون بيئتها “السنية” في العراق لن تتمكن من الزحف عبر ديالى إلى إيران حيث تنتظرها المعركة الفاصلة والكبرى!
وداعش تهدد بالزحف نحو العتبات المقدسة في العراق هي محاولة ماكرة لجر القوات الإيرانية إلى معركة في غير أراضيها وبالتالي تسهيل مهمة عبور ما تبقى من قوات داعش الضاربة عبر منافذ الحدود العراقية مع إيران عبر ديالى!!
لماذا تصر داعش على البقاء بأي ثمن بين تلال حمرين؟! ولماذا لم تتزحزح قيد أنملة عن ديالى برغم خسائرها الفادحة؟! الجواب هو في قراءة السطور الأولى من مقالتنا هذه.. داعش تنتظر وثبتها الكبرى لتحقيق الأهداف التي من اجلها خلقت وأسست وأنشئت ودعمت بالمال الوفير والرجال المحاربين الأشداء والأسلحة المتطورة جدا والذخيرة التي أنفقت على مقاتليها ببذخ واضح!!
الطيران الأمريكي والغربي الذي اخذ على عاتقه ضرب داعش هو نكتة ما بعدها نكتة!
داعش لن تنقرض بضربات الطيران والصواريخ.. هل تتذكرون الأفلام الأمريكية التي تمجد بفرقها القتالية الخاصة المعروفة باسم “قوات دلتا”؟! وداعش اليوم هي “قوات دلتا” الأمريكية الخاصة لتحقيق هدف استراتيجي عميق وقوي ومؤثر وحاسم هو باختصار شديد: القضاء على المفاعلات النووية الإيرانية باسم “التطرف السني والسلفي والوهابي” الذي يحمل يافطة فضفاضة اسمها: داعش!..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً