اراء و أفكـار

عراق الدانمارك

حاتم حسن*

يبدو العراقي الهارب الى الخارج يبهضه الحنين لارضه ومحيطه وزخم ذكرياته ..ويبرحه الشوق والقلق والحزن على العراق.

فالوطن قدر لا يمكن تبديله واستوطان غيره …مقابل شعور عراقيين كثيرين ,في الداخل, بتقوض مشاعرهم الاجتماعية واواصرهم حتى باقاربهم …وثمة من يتطلع للفرار والهجرة واللحاق بالسابقين ,والنجاة بجلودهم وان ايقنوا انه لا هواء لهم في المنافي وبلدان الغربة ..انما هو التقلب على صفحات الجحيم …واستبدال وجوه مشتعلة بالكراهية بوجوه اجنبية ثلجية….
بين عراقيي المهاجر من واصل تشبثه والتعبير عن ارتباطه باصله والوفاء له وللقول انه حتى الطيور والزواحف والوحوش لها اوطان وملاذات ..
وانه بن افضل الاوطان والبيوت والمجتمعات …وانها اذا افرزت اليوم كل هذا الشر والعدوان فانها ايضا التي انجبت هذه المواهب والعبقريات المتناثرة في العالم …
اعلاميون عراقيون استوطنوا الدانمارك وامتنوا لحكومة وشعب الدانمارك ولكنهم حافظوا على تغذية ورعاية واشباع نزوعهم (وغريزتهم) الوطنية ومن بينهم الصحفي المعروف والمخضرم السيد رعد اليوسف ,وعبر تأسيس وكالة صحفية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي مع عدد غيور من الاعلاميين العراقيين هناك …
واكتشفوا بفرح وغبطة انهم يعيشون العراق ويشبعون بعض عراقيتهم وهم يرقبون ويتابعون فعالية وتاثير وصدى عملهم وهم يعيدون بث اخبار وفعاليات عراقية …وعلى الخصوص مقالات الرأي والفكر والتبصير …
وكان سينتظر مثل هذا النشاط والوطني دعم واسناد الدولة …الا ان الطابع السائد والهوية المعلنة واللهاث المستميت ينزع الى تأكيد الطائفية والحزبية السلبية وما يخدم الصفقات واعمال الفاسدين …وليس امام هذه المبادرات النبيلة سوى ان تنتظر الدعم والتبريك الا من نفسها بارضاء وجدانها الوطني.. …
ثم ..كيف نأمل بدعم وتشجيع اعلام وثقافة المهجر العراقية واعلام وثقافة الداخل رهن الامزجة والاهواء والمنافع …ورهن الفوضى ولا تشغل العقل الرسمي الا في في اطار مشاغلها المعروفة…؟؟؟
رعد خلف اليوسف مجبول على الهدوء والذوق والاناقة والوفاء …
وهاهو في وكالته( شبكة الاعلام في الدانمارك )يقدم بلده عبر تقوية صوته الاعلامي بذات ميزاته وخواصه وعبر اختياراته الناضجة والواعية وبما يرسم في الخارج حقيقة بلده …وتلك مكافأته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً