اراء و أفكـار

تلك الفئة الإيرانية الباغية في العراق

داود البصري*

كل من راهن على اختلاف منهج حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية عن سلفه الطالح نوري المالكي وقع في خطأ مميت ومهلك, إما نتيجة لحسن النوايا أو لأسباب أخرى? ولكن الحقيقة العارية تقول وتفضح وتؤكد حقائق الطبيعة المخاتلة والإرهابية للخلف والسلف باعتبارهم أبناء مدرسة صفوية إرهابية واحدة هي مدرسة حزب “الدعوة” العميل والتيارات الإيرانية المرتبطة بها.

فمطالبة حيدر العبادي بتسليم نائب رئيس الجمهورية الأسبق الأستاذ طارق الهاشمي لبغداد من الحكومة التركية هي بمثابة حركة إرهابية واضحة ضمن مسلسل الردة الإرهابية الذي ينوي كل من حكومات العراق وإيران و”شبيحة” الشام تنفيذه حاليا ومعهم عملاؤهم وجحوشهم المعروفون في المنطقة العربية!, فتوزيع تهم الإرهاب على الآخرين هي مهنة أهل الإرهاب في حزب “الدعوة” وشركاه والذين وردت أسماؤهم ضمن القائمة الإماراتية الشهيرة والتي تزينت بأسمائهم الوسخة والعريقة في الإرهاب, كما أن مطالبة العبادي تحت إغراءات المنح البترولية من تركيا بتسليم السيد الهاشمي تعتبر اهانة حقيقية لحكومة أردوغان التي هي ليست مأوى للإرهابيين! وهي كذلك اتهام صريح لدولة قطر بطريقة خبيثة, وهو اتهام قطعي يطال كل دول منظومة “مجلس التعاون” الخليجي المتضررة من الإرهاب والرافضة له والعاملة على إزالة خطره.
وتوجه الإعلام الطائفي في العراق لمهاجمة دول الخليج العربي يؤكد ان الحكومة العراقية مجرد هيكل فارغ كما أن ديبلوماسيتها المعلنة تختلف بالكامل عن سياستها المنهجية بصورتها الحقيقية, وهو أمر نعرفه جليا لكون من يقود عجلة الدولة ويفرض منهجها الآيديولوجي هم أهل الفكر الطائفي الباطني المعروف والمكشوف لنا بالكامل, بعد أن عايشناه وخبرناه من الداخل منذ عقود طويلة. الحقائق باتت جلية وواضحة, وتؤكد بأن ابتسامات حيدر العبادي الصفراء هي نفسها تكشيرة نوري المالكي الحاقدة والطائفية, والرثة, لكن وفق أسلوب تعبيري مختلف ظاهريا ومتوافق باطنيا, من يريد نزع فتيل الفتنة في العراق عليه أولا الاعتراف بالخطأ وتعويض الضحايا ومن ثم إصلاح الأخطاء الكارثية التي تسببت بها السياسات الطائفية الهوجاء لمستبد أهوج لم ينل جزاءه, ولا حسابه الذي يستحق قانونيا بعد أن نجح وبتميز في وضع العراق على “سكة الندامة” وطريق التقسيم والتشظي, فها هو السيد علي السيستاني يدعو علنا قوات الحشد الحكومي العراقي الى عدم التعدي على أملاك وأرواح المواطنين! وبما يعني أن جرائم حكومة العبادي باتت مستنكرة من المرجعية الدينية العليا في البلاد! وفي ذلك تأكيد على حجم الشطط والتطرف في ممارسة السلطة وإدانة واضحة لأسلوبها في معالجة الأزمات التي تسببت بها.
مطالبة العبادي للأتراك بتسليم الأستاذ طارق الهاشمي هو تعبير فج عن عدوانية وحقد السلطة واستمرارها في منهجها الاقصائي الحاقد, فالسيد الهاشمي بات اليوم رمزا للعدالة المفقودة في العراق, والعالم كله يعترف ببراءته من التهم التلفيقية الموجهة إليه, كما أن الضمير العالمي يستنكر حجم الإرهاب الأسود الممارس سلطويا ضد المعتقلين الأبرياء من منتسبي مكتبه والعاملين معه الذين تسلط على رؤوسهم اليوم تهديدات الحكم بالإعدام, رغم براءتهم وتهاوي الأدلة الملفقة والمفبركة ضدهم.
في العراق اليوم معركة حقيقية بين البربرية والهمجية التي تمثلها السلطة بكل أركانها وعناصر حشدها المهزومة, وبين الحضارة والتقدم والدعوة للخير والسلام التي تحملها رايات ومعاناة أهل السنة الأحرار, وهم يواجهون هجمة عدوانية بربرية برمكية شعوبية حاقدة تستند الى خرافات التاريخ وأساطيره في محاولات بائسة لحرف الحقائق. ديبلوماسبة العبادي فاشلة كما ونوعا لكون المرضى النفسيين والفاشلين التاريخيين لا يمكنهم بناء دولة محترمة, بل إنهم مجرد دمعة مسفوحة في تاريخ عراقي طويل عامر بالمصائب والنكسات. لن تطول انتكاسة الحرية في العراق وسيحقق الأحرار وعد الله الذي يدافع عن الذين آمنوا ويسحق الجبارين والكذابين ومحرفي الكلم عن موضعه من أهل التزوير والتلفيق والفبركة. حيدر العبادي رغم النوايا الطيبة التي أطلقها بعض العراقيين ومنهم الأستاذ طارق الهاشمي نفسه تجاههم قد أظهر وجهه الطائفي الحقيقي بعد أن ذاب الماكياج الموقت الذي وضعه على محياه تدليسا ونفاقا. الطائفيون يظلون عالة على أنفسهم وعاراً على مجتمعاتهم والتاريخ وكارثة على أوطانهم, والأحرار سيواصلون الكفاح وسلوك درب ذات الشوكة حتى ينصرهم الله والذين آمنوا ويخزي وجوه القوم الظالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً