اراء و أفكـار

من هي الأيدي الخفية وراء الأعمال الإرهابية؟

نوري جاسم المياحي*

تعود العراقيون على سماع اخبار وأصوات انفجار السيارات المفخخة هنا وهناك، ومؤخرا انفجارات مزدوجة، كما يسميها الإعلام، تقتل الفقراء وتجرح العشرات من الابرياء، وتقطع سبل معيشة العديد من العوائل بتخريب محالهم. لفت انتباهي حدوث انفجار سيارة مفخخة في ساحة عباس ابن فرناس، المحطة الاخيرة لتوديع الاحبة من المغادرين، كما يقال.

هذه الساحة قريبة من المطار ومحمية امنيا بصورة جيدة. ومنذ سنوات، لم نسمع خبر تفجير في المطار او قربه، وهذه من الميزات الامنية. الخبر يقول ان الانفجار استهدف ثلاث سيارات تابعة للأمم المتحدة اثناء مرورها قادمة من المطار (أو بالعكس، فالخبر لم يوضح ذلك)، ما تسبب في احداث اضرار بالغة في احدى السيارات، ولم يصب احد من منتسبي الامم المتحدة، واصيب 5 من العراقيين الابرياء من الذين كانوا في ساحة وقوف السيارات. انا، كمستمع للأخبار، تساءلت إن كان الاعتداء فعلا موجها ضد موظفي الامم المتحدة. فمن المؤكد ان راكبي السيارات اشخاص يعملون في الامم المتحدة. ومن المؤكد ان هناك من يعلم من هم ركاب السيارات، وتوقيت وصولهم، ولحظة خروجهم وتحركهم. ومن المؤكد ان هناك من يعرف متى تحركت السيارات، وغادرات المطار، إن كانت قادمة من المطار أو بالعكس. وهذا يعني ان الجماعة المخططة للتفجير لا بد ان لديها معلومات دقيقة جدا عن التوقيتات، وحركة سير السيارات؛ فليس من المعقول ان تلعب الصدفة دورها في هكذا حادث. لكن ما الغاية التي يستهدفها المخطط والمنفذ للتفجير؟ هل هم من جماعة الامم المتحدة؟ هل غايتهم التشكيك في امن المطار؟ ام غايتهم التشكيك في اجراءات الاجهزة الامنية والاستخبارية الحكومية؟ او اخافة الامريكان بعد تصريحات اوباما وزيارة الجنرال بيبسي؟ ربما يهدف الاعتداء الى زعزعة ثقة المواطنين بالامن والامنيين، وانه الامن ما زال في حالة فلتان ومخترق. لا يخفى على احد (وهذا دائما ما اكرره) ان الكثير من التفجيرات تنفذها اجهزة مخابرات اجنبية ومعروفة تتصارع لتصفية حسابات بينها على الارض العراقية تحت عنوان الارهاب الداعشي. لكن الى متى يدفع المواطن العراقي دماء زكية بلا ذنب، وتسجل ضد مجهول؟ هل تنتبه الوزارة الجديدة الى ما يجري وتضرب بيد من حديد؟ أم تكرر نفس اخطاء الحكومات الفاشلة السابقة وتكتفي بالتصريحات والبيانات والادانات؟ أما آن الاوان للحكومة الجديدة ان تبادر وبصدق وفورا لقطع دابر هذه الايادي الخفية؟ يا وزير الداخلية! ايها الامنيون! عالجوا اخطاء من سبقوكم، ونفذوا واجباتكم الاساسية بحماية المواطن وكل العراق من هذا القتل والتدمير المستمر. اللهم احفظ العراق وأهله اينما حلوا أو ارتحلوا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً