اراء و أفكـار

طائفية الدولار

حاتم حسن*

ذلك الوجه على الفضائية ,كتلة من السذاجة والبلادة والغباء ,يشكل صدمة لأنه واحد من الذين يقررون المصائر والأعمال …وانه معتمد ومؤتمن …وانه كغيره مثل طفل يلعب بسيف الكتروني يبتر رؤوس البشر …ويهتف مع كل رأس طار في الهواء …هيييييه…وأشعرنا ,على هول مأساة العراقيين ,بان مصيرنا بقبضة كائنات أكثر غباء وشرا وبلادة مما نتصور.
يؤكد هذا النموذج ان هناك الكثيرون مثله وان كانوا بدرجة ادنى من خواصه قد مضوا وركضوا مع اللعبة ومع التأسيس وصدقوا ان علة العراق تكمن بالطائفية ..وبكذبة ان الشيعة مرتابون ولا يثقون بالسنة وان السنة متشبثون بالسلطة ولا يقتنعون بان السلطة للأجدر والأكثر عطاء وتضحية ونباهة …
نعم,ثمة طائفية ولكنها تندرج ضمن نزوع البشر للانتماء وتميز الهوية وفرز الذات …وحتى لاشغال الحياة وإرضاء نوازع غريزية …حتى إذا تعارفوا وتقاربوا زالت واضمحلت تلك المسافات والحساسيات …وقد وظف بعض السياسيين هذا الطبع والنزوع لإغراضهم …وكان هذا التوظيف والاستغلال واضحا في المجتمعات المتخلفة وفي مجتمعاتنا على وجه الخصوص وشاع القول انه فرق تسد …وكانت الطائفية هي الحقل الاخصب للتفريق والتمزيق على مدى مئات السنين …وعمد المحتل من فوره للتأسيس الرسمي والفج للطائفية …وانطلت اللعبة على البسطاء وعلى المنتفعين وتشبث بها سياسيون وتماهوا معها حتى صدقوها ..ولم يتفجر السؤال المجلجل ,ان كان هناك شيعي مخلص لشيعيته ولرموزه في الأمانة والزهد وتطليق الدنيا ويقترف الفساد الأكبر والنهب الأكبر والدناءة الأكبر ؟؟هؤلاء الضواري ليسوا شيعة ولكنهم يتخندقون ويتمترسون ويتقنعون بالشيعية ويرفعون رايتها …مثلما رافع الراية السنية الذي يبيع قومه وشرفه وطائفته ودينه لقاء نفع ومنصب ,ومثلما برهنت الوقائع ان للمال وللدولار فعله السحري في النفوس والمواقف …وإذا كان للمال تاريخه الذي هو تاريخ الإنسان في الميول والانحرافات فان المال الجديد وفي عراق الثروات بمفعول قياسي …ويعجز مصباح علاء الدين السحري ان يأتي بمثله …وتكفي موجته لاكتساح جبال وإغراق عشائر ومدن وضمائر ,فكيف به مع ضئيل الوعي والضمير؟؟…وهناك من هو تحت هول الصدمة من ثروات هبطت عليه ولم يصح بعد سنوات ..
المال اشترى ناس …والناس بأسماء وعوائل وعشائر وطوائف واديان وقد سلط الضوء الساطع على الطائفة دون غيرها وعلى البسطاء أيضا وبدا امر العراق وكأنه نتاج العصف الطائفي …وليس نتاج تدفق التيزاب الذي أذاب سريعا ضمائر وشرف الرجال ليلتحقوا بتنفيذ البرنامج وتفتيت العراق ليقود لتفتيت المنطقة وليضع الإسلام في عيون البشرية بأنه الدين الذي لا ينجب غير الثقافة الصوتية والكائنات الغادرة الكاذبة التي تتحدر الدناءة شلالات لعاب لأجل يروق وسطوع وعشو الدولارات …ولكن …لا يلوح من المرتشين وباعة الشرف غير طوائفهم …

– See more at: http://www.almustakbalpaper.net/article.php?id=3421#sthash.rxwk3R0C.dpuf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً