اراء و أفكـار

ابادة أهل العراق

شامل عبد القادر*

مِن غير المعقول وخارج قواعد المنطق أن لا نتهم “داعش” بأنه “مكلف” من “جهة ما” لتنفيذ برنامج دموي هائل يستهدف ابادة أهل السنة في مناطقهم اعتبارا من الموصل مرورا بالأقضية والنواحي الحدودية دخولا في حديثة وهيت وصعودا الى الفلوجة والرمادي!!

سيقول قائل أن أعداء “داعش” ليس السنة في العراق وحدهم فقد استهدف “داعش” قتلا وذبحا أهالي تلعفر “تركمان شيعة” وسنجار “يزيديون” ومسيحيي الموصل وضواحيها!!
هؤلاء جميعا ضحايا “داعش” إضافة إلى آمرلي والدوز وبعض القرى الشيعية في ديالى لكن الذي ذبح واجبر على النزوح بشكل موجات بشرية هائلة هم السنة في مناطقهم غرب العراق!
برنامج “داعش” واضح وصريح لا يقبل اللبس والتحريف والخطأ فأفراد هذا التنظيم المتطرف جدا ليسوا من “وهابية” الحكم السعودي كما نظن ونعتقد كما أنهم ليسوا غصنا من شجرة القاعدة ومؤسسها بن لادن.. إن “داعش” – كما تبدو من إجراءاتها الدموية – منظمة مؤسسة بأموال ولوجستية غربية لا تخلو منها أصابع المنظمات الأمريكية الصهيونية التي جندت كل قواها بعد 11 أيلول 2001 لتشويه الدين الإسلامي بل والقضاء عليه تماما وإخراج المسلمين من دينهم والكفر به بعد ان يروون بأم أعينهم ما الذي يفعله “داعش” بالإسلام والمسلمين والمسيحيين واليزيديين!!
قد نكون متحمسين جدا في إبداء هذا الرأي – الاتهام للغرب وأمريكا بالذات لكن بعض أهل السنة – بصراحة – يتهمون إيران والجنرال قاسم سليماني باختراع “داعش” باعتبار ان إيران رعت ومولت أعدادا هائلة من أفراد القاعدة على أراضيها لضرب الأمريكيين في العراق وأنا شخصيا لست مع هذا الرأي الطائفي المتطرف لكنه لا يخلو من المناقشة والسجال!
يقول أصحاب هذا الرأي: لماذا لا يقاتل “داعش” المناطق الشيعية في العراق ولماذا أحصرت فعالياته الدموية في المناطق السنية العراقية فقط؟ بل ولماذا لا يستهدف “داعش” إيران بالذات إذا كان “داعش” سنيا وهابيا متطرفا كما هو عليه الآن؟!
سلسلة من الاتهامات الغريبة التي تعبر عن حيرة أهل السنة!
في الجانب الآخر يرى بعض العراقيين أن اتهام إيران والجنرال سليماني وفيلق القدس يخلو من الموضوعية والقراءة الصحيحة للميدان العسكري حيث – من وجهة نظرهم – ان قوات الحشد الشعبي والجيش ومنظمة بدر وخبرات الفريق سليماني هي التي هزمت “داعش” في ديالى وآمرلي وجرف الصخر فلماذا الإصرار على رأي خاطئ مفاده أن “داعش” لا تهاجم المناطق الشيعية.. بلى – كما يقول أصحاب هذا الرأي- أن قوات الجيش والحشد الشعبي الشيعي وأفراد متطوعين من الحرس الإيراني وفيلق القدس ومعهم الجنرال سليماني هم الذين قاتلوا بضراوة وعنف وشجاعة نادرة قوات “داعش” وهزموها ولم يسمحوا لها بالتمدد في المناطق الشيعية بينما نجد العشائر السنية منقسمة على نفسها بين تأييد “داعش” أو القتال إلى جانب قوات الحكومة!!
إن مفهوم ابادة أهل السنة في الأنبار أو غيرها من مناطق العراق على يد “داعش” ليس صحيحا بل الصحيح هو أن “داعش” تستهدف ابادة كل أهل العراق غير الموالين لداعش ونظامه الفكري والسياسي والإجرامي!
ليكن واضحا لأهل السنة والشيعة والمسيحيين والكرد واليزيديين وهم أهداف “داعش” انهم وحدهم المستهدفون بالذبح والابادة وليس مكونا واحدا بعينه!!..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً