اراء و أفكـار

في انتظار حكومة داعش!

مازن حماد*

حتى لا نبدو كمن يزرع الرعب في النفوس، عندما نتحدث عن نشاطات داعش، فإن الشواهد تؤكد تلك النشاطات والفعاليات اللافتة التي تتحدث عن نفسها في المساحات الواسعة من الأراضي السورية والعراقية التي استولى عليها ذلك التنظيم بالغزو المسلح.

ولعل الخبر الأكثر إثارة، وربما طرافة، يتعلق بإعلانات نشرها تنظيم داعش على «تويتر» يعرض فيها وظائف شاغرة لديه، تتضمن منصب خبير نفطي براتب يبلغ مائة وأربعين ألف جنيه استرليني سنويا، في إشارة زمنية ربما يقصد بها القول: إننا ها هنا قاعدون .. سنة وراء سنة!

وفي الوقت الذي نشر فيه داعش في مجلته «دابق»، خريطة لدولة «الخلافة»، تشمل الحدود والتسميات الإسلامية القديمة مثل خراسان والكنانة والشام والحجاز، بما في ذلك تقسيمات إدارية كالأقضية والولايات، ها نحن نسمع عن إعداد برامج لاستقبال وفود سياحية في الرقة والموصل وغيرهما من مناطق سورية وعراقية، مما يجعلنا لا نستبعد أن نقرأ في القريب العاجل عن تشكيل أول حكومة داعشية تضم وزراء خارجية وداخلية ودفاع وتنمية اجتماعية ونفط وتعليم وغيرها!

وما دمنا نتطرق إلى شأن حكومي داعشي، فقد سمعنا جميعاً عن قطع الرؤوس والرجم والجلد، وعن جوازات سفر وهويات شخصية وشهادات زواج ووفاة ومناهج تعليمية أدرجها داعش في شبكته العنكبوتية، ولو في إطار بدائي بسيط، لكنه ينذر بما هو أسوأ وأخطر، وإذْ يخطر على البال ما تردد في وكالات الأنباء قبل أيام، من بدء إرهابيي داعش التدرب على طائرات حربية استولوا عليها من مستودعات الجيش السوري، فها هو مراسل بريطاني يحدثنا من أرض المعركة في مناطق قريبة من اللاذقية، عن صواريخ موجهة وأخرى خارقة للدروع يستخدمها «الجهاديون» لأول مرة، وعن لهجات مصرية وليبية وخليجية وتونسية ومغربية، عدا الشيشانية والتركية، تتداولها قنوات الاتصال الإذاعي العسكري، وعن دبابات حديثة يستعملها مقاتلو التنظيمات ومنها بالطبع داعش والنصرة.

نحن لا نتحدث هنا عن دولة حقيقية راسخة تتبادل السفراء مع الدول العظمى، لكننا نتحدث بالتأكيد عن تغيرات خطيرة تطرأ على الجغرافيا والتاريخ، بالقتل والانتهاك والتزوير، فيما يبشرنا صناع القرار بتحالف دولي، قادم لاجتثاث «الدولة الإسلامية» من جذورها. هكذا يقول لنا قائد التحالف باراك أوباما .. ولكن هل تصدقونه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً