اراء و أفكـار

الاضاءة تحرير القرى مقدمات لطرد داعش

ماجد زيدان*

على الرغم من أن الصورة لم تكتمل وليست نهائية للمعارك الطاحنة التي جرت في ناحية ربيعة , الا انها تشكل انتصارا جديدا وحسر نفوذ تنظيم داعش على الارض , وليس هناك من عوائق كبيرة لدخول مركز الناحية الأستيراتيجي ، وقد قطع الطريق الذي كان يستخدمه الأرهابيون في هذه الناحية بين سوريا والعراق , وهذا ما دفعهم الى حشد قوات اضافية جلبوها من اماكن مختلفة .

لقد جاء الانتصار ثمرة للتنسيق الجيد بين قوات البيشمركة وطيران التحالف الدولي وبعض القوى العشائرية التي ينتظر منها الكثير , لاسيما أنه في نينوى بدأ تشكيل الحرس الوطني للمساهمة الجادة والفعلية والملموسة في تحرير ارضهم من رجس الارهاب الذي عاث فسادا. هذا التنسيق لعب دورا فعالا وتكامليا وكل طرف أدى دوره , ويؤكد مرة اخرى ان القوات البرية العراقية قادرة على مسك الارض , وان داعش ليس ذلك الوحش الذي لا يقهر , وانما ضخمت قوته وغض البصر عن ضعفه , وهذا ما اشارت اليه القرى التي تحررت وفرحهم بالعودة الى اهلهم وسلطتهم الرسمية .

تنظيم داعش وفق أفضل التقديرات يضم حوالي (30) الف عنصر في سوريا والعراق وهو استولى على ارض واسعة بحجم دولة في المنطقة , وقد تشتت قواها ولا يمكن له الاستمرار في حكم هذه المساحات الجغرافية , وخصوصا أن البيئة الاجتماعية لم تعد تحتمل حكمه وتصرفاته وذاقت ويلاته كما أن العراقيين توحدوا وتوافقوا على ضرورة تحرير أرضهم وطرد الغرباء المجرمين منها , وان اختلفوا حول بعض الاساليب والاستعانة بالدول الصديقة والاقليمية , ولكن في مجرى الحرب التي ستستمر الى فترة ليست قصيرة سوف تتوحد الرؤى ويلمسوا لمس اليد فائدة هذا التحالف الدولي وخدمته لمصالحهم .

أن ازاحة تنظيم داعش عن مساحات جغرافية وتجريده من مواردها يقصر من آمد الحرب ويحصرها في مساحات ضيقة , فهذا التنظيم الآن في حالة تراجع ولم يعد له ممكنا أن يتمدد , وهذا وقت مناسب لأسترجاع ماتم فقده وعزل المجرمين في أضيق نطاق أولا وتوجيه ضربة مميتة لهم . الاستعدادات الان على اكثر من جبهة والانتصارات الاخيرة تمهد وتفتح السبيل لمعارك على حواضر ستحدث انعطافة في الحرب لو تم تحريرها سريعا واستعادتها للسلطة الاتحادية , كما انها تدفع بالتحالف الدولي الذي ما يزال لديه بعض الملاحظات على القوات البرية الوطنية بصنوفها وفئاتها ومسمياتها المختلفة الى تشديد ضرباته الجوية وتكثيفها وزيادة طلعاته وتوسيعها بحيث لا يمكن لأي مجموعة ارهابية أن تحتمي منها او تتفاداها .

ان الاسراع بتقليص أمد المعركة يعتمد بشكل اساس على العراقيين وحكومتهم , وذلك في التحرك العاجل للانخراط في المواجهة مع الارهاب في المناطق التي تحت سيطرته وبناء قوات الحرس الوطني والقوات الاخرى تحت اشراف الاجهزة الامنية الرسمية وقيادتها والخضوع لأدارتها وأوامرها , كما ان للحكومة في تنفيذ التزاماتها والاستجابة السريعة للنداءات العاجلة وتوفير المستلزمات الضرورية والأساسية للمواجهة وتحفيز التحدي بات أمرا ملحا لايقبل التعامل معه بالسياقات الاعتيادية والروتينية , وانما بأساليب عمل مختلفة وابتكار الجديد منها والتطبيق المبدع للقانون والتعامل مع جوهره .

هذا التحرير لبعض القرى وفك الحصار عن بعض القوات المحاصرة وصد هجمات داعش وأيقاف تمددها وتكثيف الدعم الاممي اعاد الثقة للقوات والناس بالانتصار على الارهاب والارهابيين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً