اراء و أفكـار

عراق لا يتسعه الوجع!!

شاكر الجبوري*

لا يجوز النظر الى ما يجري في العراق من زاوية التبريرات السياسية و ضعف الأداء الحكومي بشكل عام، فهو أكبر من جريمة و أصعب من محاكمة للتاريخ، ولأن الجميع في سدة الحكم العراقية يظهرون ورعا ، فانه من الواجب الشرعي و المسؤولية الوطنية محاسبة المسؤولين عن كل ما جرى، بعيدا عن مفاهيم التصفيات الشخصية و المكائد السياسية و هواجس الفتن.

يجب تفعيل مبدأ الثواب و العقاب على الجميع لوقف زحف الفشل و غياب الحقوق، فالذي تورط في خراب وحدة العراق و انهيار استقراره و اخوة شعبه، يجب أن يدفع ثمن أخطائه، و الذي اعتبر المصالحة مع الأمس جريمة لا تغتفر عليه تقديم شهادة حسن سلوك من تهمة ” الغيرة” من الكفاءات و القيادات التي انجبها رحم النظام السابق، والتي لعب البعض منها دورا متميزا فيعمل بعض المؤسسات، عكس تجربة ” الدمج و الفضائيين” التي ذبحت العراق من الوريد الى الوريد، اضافة الى براءة ذمة من ” التخابر” مع نفس النظام بمراحل عديدة، و التي ربما تكون هي الأكثر فاعلية في تنشيط ذاركة قطع العلاقة مع الماضي.

ان التعامل بحقد شامل على مرحلة ما لا يعبر عن نضوج سياسي، كما ان الأعتقاد بانتهاء الملاحقات ضد المتورطين بضياع سيادة العراق و دك آسفين الحقد بين أبناء شعبه ، هذا الاعتقاد يمثل تقليدا ثقيل الظل لذكاء الحرباء، لأن الدماء التي سالت و الكرامات التي استبيحت و الأرض التي أحرقت جزافا تمثل في نظر القانونيين جريمة بحق الانسانية، فمن غير المنصف ان يتم تكريم متورطين عن طيب خاطر بتدمير العراق ماديا و اعتباريا و اقتصاديا و أمنيا، ومعاقبة و طنيين بتهمة فضفاضة لا تتوفر فيها أبسط أدلة الادانة!!

كثيرة هي الملاحظات السلبية عن اداء النظام السابق، لكن ما يشفع له عدم وجود الفساد الى جانب مؤسسات دولة من الطراز الأول، و خبرات في جميع المجالات، ما يجعل من اعادة فتح الأبواب أمامهم للمشاركة في بناء الممكن من سيادة الوطن ضرورة مستعجلة، طالما انهم ليسوا من أصحاب الملفات الجنائية، رغم أن هذه الأخيرة لم تعد جريمة مخلة بالشرف، لأن الكثير من اصحابها يتقلدون مناصب سيادية و يفرضون قانونهم الخاص على الجميع.

ولكي لا يتوهم البعض باننا في باب الدفاع عن النظام السابق فنحن من بين ضحاياه بشهادات واقعية لا تصورات أوصلت بعضهم الى سدة” المجاهين السياسيين” بصلة القربي، ولكي تكون الرسالة واضحة فاننا نقول ان الدفاع عن هيبة العراق شرف و مسؤولية، لأن الوجع فاق التصورات بحيث اصبح الأمل فراغا في الذهن، و تحول

التفاؤل الى ترف في غير محله، ما يبستدعي مراجعة عاجلة للمواقف التي هدمت سياج البيت و زرعت الفتنة في الباقي من ربوعه، و تركت الظلم مفتوحا بمعارك جانبية ضحيتها ابناء عشائر انتخوا لشرف الوطن بينما يتباهي السياسيون بجحودهم و انعدام التحرك لقمع التطرف و أصحابه!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً