اراء و أفكـار

معالجات سريعة للمناطق المحاصرة

ماجد زيدان*

اكثر من مرة تظهر دعوات في وسائل الاعلام او شهادات تدعو الى أنقاذ هذه المنطقة او تلك المحاصرة , بل ان بعضا منها قوات عسكرية محاصرة وعددها بالمئات مثلما هو الحال في منطقة الصقلاوية حيث 400 ضابط وجندي وهم بحد ذاتهم جيش، وللاسف حدثت لهم كارثة.

أمر حصارهم يثير الاستغراب من بضعة انفار من عناصر داعش مثل هذه الدعوات تنال من هيبة القوات المسلحة ومعنويات باقي القطعات وتثير الرعب في نفوسها من العدو الذي لا يمتلك مثل هذه الشجاعة والقوة ويستأسد في عيون الكثيرين عندما تكون القطعات العسكرية ليست في حالتها الطبيعية ومنهارة داخليا وعقيدةً وتثار ضجة تمتد ليس الى القوات الاخرى ، وانما الى عموم شعبنا وبالتالي تتضعضع ثقته في امكانية الانتصار ودحر الارهاب ,وتضعف مقاومته ، وايضا لا يستقوي بنفسه وامكانياته التي هي ليست قليلة كما تبين اكثر من موقعة مع العدو ، بل ان الاخير لايملك مايوازيه وبأقل منها يفرض سيطرته .

اعلى التقديرات تشير الى ان تنظيم الدولة الاسلامية تعداده لايتجاوز الثلاثين الف عنصر , ولكنه مستميت وهو يواجه هذا الحشد الجرار من الجيش والشرطة والحشد الوطني والبيشمركة الذي يقدر بمئات الآلاف , فالمعادلة البشرية الآنية وعلى مدى الايام لن تكون في صالحه , وحتى العدة ليس للعدو نظيرا لها اذا ابتعدنا عن التهويل الاعلامي والتبريري للانكسار في الايام الاولى ، وما تلاه من حملات فاشلة .

أن تشجيع وتمكين بعض المناطق على الخطوط الاولى او الجيوب في داخل ما يسيطر عليه داعش ضرورة قصوى من الناحية النفسية والسياسية والتعبوية قبل ان تكون عسكرية صرفة وواجب وطني ومهني ، فاسنادها له الاولوية لكي نمنع الهزائم .

البلاد مقبلة على شن الهجوم الحاسم بمساعدة التحالف الدولي في اطار الحملة الاممية لمكافحة الارهاب , وبعض القوى السياسية تشدد على ان قوات العراق وحشده الوطني كافية لمقاتلته على الأرض ولاتقبل اي مساهمة في هذا الجانب لاسباب سياسية وفكرية لدى البعض , لذلك لابد من تدعيم هذه المناطق التي تسمى محاصرة او رخوة وايجاد الطرق والمنافذ لاتصالها مع بقية القوات الوطنية الاخرى ومدها بكل ما من شأنه تدعيم صمودها , بل لشن حملات متقدمة لضرب العدو وأنهاكه وتعطيل جزء من امكاناته اي الانتقال من حالة الدفاع الى حالة التعرض والهجوم.

لا ادري هكذا يفكر الناس ويناقشون المسائل في حياتهم واجتماعاتهم , ويستغربون مثلا من النداءات التي تطلق من هنا وهناك فمثلا تعطيش بلدروز الذي استمر أكثر من شهرين وفعل فعله ونال من ناسها لم يستغرق كسره سوى غارة واحدة على البوابات أخذت نصف ساعة ليس ألا ليروي اهلها ظمأهم ، هذه المناطق بدل ان تكون عاملا مؤذيا للمعنويات ومضرب مثلٍ للفشل والاخفاق ، ينبغي ان تكون مثالا للصمود والتحدي والشجاعة ورفع القدرات وتخفيف الضغوط عن القطعات المسلحة للتفرغ للأهم قبل المهم …

في بلدان اخرى اصبحت بعض الحصارات اساطير يذكرها التاريخ كأمثلة على البطولة والتحدي مثلما الان نتفاخر ب ((امرلي)), أن الابصار مشدودة الى القوات الوطنية بكل اشكالها ان تضع خططها العسكرية المناسبة وتكثيف جهودها على عدم ترك اي منطقة قد تشكل خاصرة رخوة تستخدم بطريقة ما لضرب الجبهة الداخلية والاثارة المؤذية ، وتسجل انتصارات للارهبين والقتلة لولا سوء التقدير والتخطيط .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً