اراء و أفكـار

هادي العامري وعتابه لحيدر العبادي

داود البصري*

في واحدة من أغرب التعليقات الكلامية حول ما يجري من ترتيبات سلطوية في العراق, بعد الانقلاب البريطاني الذي تم بموجبه إسقاط نوري المالكي عن عرشه الرئاسي واضطراره لأن “ينطيها بعد أن أخذوها منه”.

أعرب زعيم عصابة “بدر” العميد الحرسي هادي العامري عن استغرابه وعتابه الشديد لرئيس الحكومة الجديد حيدر العبادي بسبب عدم توليته أوكتلته لمنصب وزير الداخلية, الذي وافق العبادي على إسناده لهم قبل أن يغير رأيه كما قال العامري الذي ادعى بأنه لايعرف سبب ذلك فهل هوسبب داخلي كما قال ومتعلق برفض “الدواعش” ويقصد الأحزاب السنية التي قاتلها كما قال ام أنه سبب خارجي, وهو يفتخر بكونه غير تابع لأحد في الخارج?
فهل حقا إن الآغا المناضل هادي العامري لا يعرف سبب عدم توزيره لمناصب أمنية حساسة ? وهل من المعقول لقيادي في الحرس الثوري الإيراني ولرجل أنيطت به وبعصابته الإيرانية الطائفية مهمة قتل الطيارين العراقيين وإسكات أي صوت عراقي معارض للنظام الإيراني وهوالشهير بقبلته الشهيرة ليد الولي الإيراني الفقيه ألا يعرف أسباب رفضه وإبعاده, وهو المتخصص في الإرهاب الثوري وخريج جامعة الحرس الثوري للعلوم الإرهابية ?
يفتخر العامري بأنه غير تابع لأجندات خارجية بينما هويعلم والجميع يعلم ان ولاءه للنظام الإيراني بلا حدود, وإن ذلك النظام جهة أجنبية غريبة عن العراق, اللهم إلا إذا كان العامري يعتبر النظام الإيراني هوالقائد الفعلي للعراق عندها يصبح جهاده مشروعا وشرعيا , العامري يعلم قبل غيره أن حزب “الدعوة” الذي هوقائد السلطة الحالية والذي يعتب عليه بشدة هوحزب طائفي مثله تماما, لكن له أذرع وارتباطات دولية عدة بدأت مع الجانب الإيراني وتعمقت مع الجانب البريطاني الذي أوصل القيادات التي كانت ساكنة في بريطانيا للسلطة بعد فشل القيادات المرتبطة بالنظام الإيراني والتي كان يمثلها المخلوع والمنبوذ نوري المالكي , لقد ذهب الزمن الإيراني وعاد بقوة الزمن البريطاني الذي يرفض حاليا إسناد المسؤوليات الأمنية لعيون إيران في العراق وفي طليعتهم هادي أفندي وتنظيمه العصابي الطائفي الإرهابي! والطريف أن العامري يؤكد في عتابه انه ليس حريصا على السلطة ولوكان كذلك لبقي في منصب وزير النقل لأن له فيها خبرة كما قال.
وهنا بات الأفندي يصدق نفسه ماهي خبرته في وزارة النقل بعد أن حولها مستوطنة طائفية وعشائرية وبعد أن جعل الخطوط الجوية العراقية أسوأ من خطوط نقل مجاهل إفريقيا ? الخبرة الوحيدة التي يتقنها العامري هي تحويل الأجواء العراقية معبرا رسمياً للطائرات الإيرانية لدعم النظام السوري وتهريب الأسلحة والمحظورات والإرهابيين الطائفيين.. وما عدا ذلك مجرد هراء.
لقد كان العامري وما زال مكلفاً مهمة إيرانية في العراق وقد أنهى البريطانيون بطريقتهم الخاصة خدماته , كما أن الرفاق الأميركان لايمكنهم تفعيل آلتهم الحربية في العراق ومساندة الحكومة في ظل العيون اللصيقة لقادة الحرس الثوري الإيراني في العراق. فهل عرف هادي العامري سبب إبعاده وعدم توزيره للوزارات الأمنية والعسكرية أم أنه ما زال يهذي بأحاديث الجهاد والكفاح, وسياقة دراجات الحرس الثوري, وقتل أبناء الشعب العراقي? كم هومعيب أن يتفاخر المرء بعمالته وطائفيته الرثة.
يستطيع العامري توجيه كلمات عتابه الجهادية للرفاق في لندن , فهم أهل الحل والعقد في العراق. وإذا رفض فما عليه سوى تجرع كأس السم الإيراني, ودمتم للجهاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً