اراء و أفكـار

حرب عالمية في بغداد

شامل عبد القادر*

هل نَشهد في بغداد اليوم حربا عالمية ثالثة اطرافها امريكا والغرب الاوربي والعراق وعرب الخليج من جهة والدولة الاسلامية في جميع اماكن تواجدها في العالم من جهة ثانية؟ وكيف سنتخيل حرب النهاية او الفناء لـ”دولة” قادرة على امتلاك كل وسائل الارهاب والموت واسلحة الدمار؟!

هل ستضع “داعش” رأسها بين دفتي المقصلة الغربية بكل يسر وسهولة وتستسلم لقرار تنفيذ المقصلة؟!
لا اعتقد ان الحرب الجوية ستضع نهاية سريعة لداعش في العالم فالطيران العسكري له تجارب فاشلة ومريرة ايام الحرب العالمية الثانية وحروب فيتنام وكوريا ولولا مشاركة القوات البرية والقاء القنبلة النووية لما هزمت اليابان وانتحر هتلر!!
لا يمكن اصطياد افراد “داعش” – على طريقة توم وجيري الكارتونيتين – لو ان جميع عناصر داعش في مكان واحد او اماكن متقاربة!
اوباما يخشى بصراحة من تكرار مجزرة رهيبة في امريكا على طريقة ابن لادن وطائراته الانتحارية كما ان استعجال وتسابق فرنسا وبريطانيا على شن الحرب ضد “داعش” يعني امتلاك اوربا معلومات دقيقة عن خطة “داعشية” لمهاجمة الدول الاوربية وخاصة فرنسا وبريطانيا!!
الحرب التي يشنها الغرب عادة وهذا ما اعتدنا عليه منذ عام 1914تسبقه لقاءات ومؤتمرات واحلاف وتهييج للرأي العام.. انا شخصيا لا يمكن لي ان اقتنع ان الحرب الكارثية المقبلة ضد “داعش” او غيرها من المنظمات “الاسلامية” الارهابية تستهدف ازالة شأفة “داعش” كهدف وحيد بل هي محاولة استباقية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لحماية بلدانهم – وليس حماية المسيحيين واليزيدين النازحين في العراق واستيطانهم في بيوتهم القديمة -!!
الغرب يعرف او ربما وضع يده على معلومات خطرة وسرية جدا من وجود “نية” لدى داعش لضرب اهداف امريكية واوربية بسلاح غير تقليدي.. ما اقوله محض سيناريو تخيلي!
حتى الان لم يصدر “رد فعل” داعشي ازاء تحضيرات الحرب العالمية التي تجري بكل دقة انما هناك هدوء مشوب الحذر فقط!!
في النهاية مهما طالت الحرب ضد داعش ستخسر داعش وتهزم وتمسح عن الوجود مهما تشبثت وارادت فالغلبة الاخيرة للسلاح الاوربي والامريكي تحديدا!
في العراق ننتظر مخاضات خطرة ستنجم كـ”ثمن” للمشاركة الامريكية – الاوربية لتخليص الحكام في العراق من صداع داعش.. لكن ما الثمن الذي سيدفعه العراق بعد ان تضع الحرب اوزارها؟! هل هو ولادة دول الكانتونات في شمالي العراق او تأسيس اقاليم سيادية للمسيحيين واليزيديين والشبك؟ انا شخصيا لست فتاح فال بل كاتب صحفي مهمتي ان استقرأ لا ان اضرب بختا واقول ان كل الذي سيصيبنا هو في “بخت” من وافق واتفق وعسى الكبار ان يتفقوا على ان لا يتفقوا ويتركوا اهلنا في الموصل وسنجار يمارسون حياتهم من دون ضغوط وتهديدات.. او خارطة جديدة لـ”سايكس – بيكو”!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً