ثقافة وفن

مثقفون عراقيون: نتمنى من وزير الثقافة الجديد الاهتمام بالمثقفين والأدباء

فرياد راوندوزي

بعد تسمية الأستاذ فرياد راوندوزي وزيراً للثقافة في الحكومة العراقية الجديدة ،بقي المثقفون العراقيون على أمل بأن يغير هذا الوزير الجديد وضع الوزارة حالياً والوضع الثقافي والأدبي في العراق.

وعلى الرغم من توفر الإمكانات المناسبة في الوزارة تبقى هي محط اتهام بتقصيرها تجاه المثقفين والأدباء والشعراء، ويبقى الأمل معلقاً بالوزير الذي جاء من الوسط الأدبي ويحس بإحساس الأدباء على حد قولهم وللتعرف عما يريده مثقفون عراقيون من وزير الثقافة الجديد :

الشاعر جبار الكواز : على الوزير الجديد اختيار فريق عمل محترف

يحسن التعامل مع الأدباء

بدأ الحديث رئيس اتحاد ادباء ومثقفي بابل الشاعر جبار الكواز ، قائلا : ربما يكون في اختيار اديب عراقي معروف لادارة وزارة الثقافة العراقية سبب لحلحلة الاشكالية العراقية بين المثقف والسياسي التي تضرب اطنابها على كل الاصعدة وما ننتظره من الوزير المكلف كثير لانه قريب الصلة بالادباء والمثقفين بوصفه واحدا منهم فهل سيقلب معادلة التعامل مع الادباء والمبدعيين باتجاه تحقيق ما يصبون اليه وهو كثير، يقف اولها رعايتهم الرعاية التي يستحقونها ودعم انشطتهم والانفتاح للمساهمة في تمثيل العراق في المحافل الثقافية والادبية عربيا وعالميا واختيار فريق عمل محترف يحسن التعامل معهم انا شخصيا متفائل بالوزير الجديد لانه من اهل الدار والحرفة وعليه البرهنة على وعيه الابداعي اتجاه تطوير مديات العمل مع الجميع وهو قادر على ذلك لا شك.

الشاعر هلال كوتا: اتمنى ان يدرس جيدا كيفية الارتقاء بالمثقف والثقافة

وقال الشاعر هلال كوتا : ان المثقف او المبدع الأدبي هو جزء من مكون او لسان حال لمجتمع، لذا لابد من إصلاح المؤسسة الثقافية أولا قبل أن نتوق لإصلاح أمور البلد الأخرى ، ومن هنا يأمل المثقف والمبدع ان يتحصل على مكتسبات لا تتعدى سوى ان يكون بمناخ يستطيع من خلاله التواصل مع محيطه ، ولا يخفى عن الكثير ان بلدنا بحاجة ماسة الى الاعتناء بأمور كثيرة أهمها إدامة المرافق الثقافية وبناء المسارح وعودة دور السينما وإنشاء دور النشر والاهتمام بشريحة الأدباء والمثقفين .. كل هذا من اجل بناء مجتمع يؤمن بالديمقراطية ويرفض إلغاء الآخر.. كما إنني أتوسم خيرا بوزيرنا الجديد الأستاذ راوندوزي لأنه قريب من الوسط الثقافي واتمنى ان يدرس جيدا كيفية الارتقاء بالمثقف والثقافة.

الشاعر سلام مكي : تشكيل الحكومة يجعل يتطلع المثقف الى ان تفتح له نافذة جديدة

في حين قال الشاعر سلام مكي : مرة اخرى، ينزوي المثقف العراقي بعيدا في وقت تشهد الساحة السياسية صخبا مفتعلا لغرض تشكيل حكومة جديدة. وما صنع من تشكيلات سياسية تستمد مبادئ عملها ووجودها من مصادرها الثانوية المتمثلة بالطائفة والقومية وفي احيان كثيرة الحزب، لم يشترك بها المثقف سواء بصورة مباشرة ام غير مباشرة، فهو الذي يدعو في كل مناسبة الى حكومة ذات طابع وطني بما يملكه من تفكير يتسامى عن كل الهويات سوى الوطنية، ويدعو الى تغليب القانون على الجميع عبر جعله حاكما لا محكوماً، وبالتالي، فلا يمكن للمثقف ان ينتخب اشخاصا لا ينتمون الى مشروعه الثقافي. ولو حدث وان انتخب مثقف سياسيا لدواعٍ شخصية او مصلحية، فلا نطلق عليه صفة المثقف. ما حدث في الانتخابات الاخيرة والتي سبقتها هو الاصطفاف الطائفي وغلبة النفس الفئوي على الناخب العراقي جعل الهوية الوطنية التي يمثلها المثقف غائبة عن الساحة السياسية. المثقف وجد نفسه وسط عاصفة لم يسهم في اشعالها، والمشكلة انه مطالب بتهدئتها! المثقف ابتلى بفكرة انه ند للسياسي، فكلما مر الوقت اتسعت الهوة بين المثقف والسياسي لتتسع معه ثنائية سياسي .. مثقف، لتنتج لنا سياسيين يعادون المثقف في كل شيء ويصورونه على انه العدو الاول لهم. ورغم ذلك، يحاول المثقف عبر مراقبة الوضع السياسي العام ان يصوب الاخطاء ويبرزها للمجتمع عبر خطابه الثقافي وحسب امكانياته. اليوم وبعد ان تشكلت الحكومة يتطلع المثقف الى ان تفتح له نافذة جديدة تؤسس لمرحلة يتجاوز فيها التهميش والاقصاء من قبل السياسي، فهو يحلم بأن يتعاون مع السياسي وان يؤدي دوره بحرية. فرغم التخبط واليأس، يحاول ان يزرع بذرة الامل في اي جديد قادم. ان ما يريده المثقف من هذه الحكومة او الامل الذي يزرع بداخله قد يتجاوز الوقوف على الهم الشخصي له، فهو لا ينتظر من الحكومة الجديدة ان تمنحه فرصة ليتبوأ مكانه الحقيقي في صدارة المجتمع.

الشاعر عادل الزبيدي : تطلعاتنا للوزارة الجديدة بأن تولي اهتماماً أكبر بالثقافة والمثقفين والشعراء

من جانبه قال نائب رئيس رابطة أفق الثقافية / كركوك، الشاعر عادل الزبيدي: تطلعاتنا للوزارة الجديدة بأن تولي اهتماماً أكبر بالثقافة والمثقفين والشعراء على وجه الخصوص باعتبارهم الواجهة الأساسية الأمامية والممثلة لثقافة واسم الوطن من خلال المهرجانات والمحافل التي يحيونها ودعمهم معنوياً ومادياً ورعاية المبدعين من كبار السن الذين كان لهم الدور الأساس في تثبيت ركائز الإبداع عبر الأجيال ودعم الإبداعات الشبابية وتسليط الضوء عليها من خلال الأعلام والإيعاز إلى البيوت الثقافية لإقامة الأمسيات الشعرية بشكل أسبوعي على غرار ما نراه في كل يوم جمعة في المتنبي في العاصمة بغداد وزيادة المخصصات المالية لأنشطة الشعر والإبداع بشتى مجالاته واستحداث مسابقات محلية لبث روح التنافس النزيه بين المبدعين عبر فروعها في المحافظات وتخصيص ميزانية لرعاية الأمسيات والمحافل بدل من قيام الشباب من المبدعين بجمع هذه المصاريف في ما بينهم لتغطية كلفة الأمسيات التي يحيونها وإن دلّ ذلك على شيء فأنه يدل على مدى تمسكهم وشغفهم بحب الوطن من خلال التغني به في قصائدهم وفي النهاية نرجو أن لا تكون تطلعاتنا مجرد أحلام كما نرجو من أن لا تكون إجاباتهم مجرد وعود ( في حالة إن أجابوا )

الشاعر غني العمار : “وزارة الثقافة وزارة المهمشين “

بينما قال الشاعر غني العمار :” ان وزارة الثقافة ..لا أدري هل يصح لي ان أسميها بوزارة المهمشين .. اما عن وزيرها ، نعم فأنا لا أعرف الرجل رغم عمري الأدبي الذي تجاوزَ الأربعين عاما ولكنْ ( والعلة بالمعلول ) المبدعون جميعاً ولا أستثني أديباً أو فناناً أو أعلاميا مهمشون . نعم كلهم مهمشون!.

ان الثقافة والتربية وزارتان لبناء الإنسان الذي هدمَّتهُ الحروب فلذا لا تكتسب صفة السيادية وهنَّ أقل منحاً مالياً وأستفادةً من ميزانية الحكومة تبعاً لذلك وفي وقت يتقاتل الكثير على أستلام وزارة اخرى مثلا لأسباب يعرفها العراقي يربأ النواب والسياسيون على أستلام وزارة الثقافة لحساسية التعامل مع تلكَ الشريحة من الخَلق ( المبدعين) فلذا ظلَّت ( جوكر طايف) لما تبَّقى من الذين لم تصبهم كعكة الحكومة. فلذلك معظم مَن يستلم زمام هذه الوزارة ،سابقا، “غير مختص ” أو ليس بالمتمرس لا برسم لوحة ولا بكتابة مقال أو قصيدة أو سارد ولا بعازف ولا بمسرحي .”

الناقد محمد نوار: كلنا أمل اليوم ان ينال المثقف العراقي شيئا من استحقاقه

وتحدث الناقد محمد نوار عن تطلعاته قائلا : “اتمنى ان يدرك الوزير الجديد الاخطاء الجسمية الي وقع فيها الوزير السابق ، واهمها عدم المبالاة تجاه المثقف وهمومه فهو لم يستطع ان يقدم له شيئا ذا اهمية سوى كلمات بعيدة عن الواقع الثقافي، وكثيراً من الاحيان تجاهلاً مهما كان المبدع مؤثرا في المشهد اضافة الى غياب منهجية ترتقي بالواقع الثقافي العراقي وتنتشله مما هو عليها لقد غاب صوت المثقف الحقيقي عن كل المهرجانات العربية والعالمية الا باستثناءات قليلة تحصى على اليد وحتى اليوم لا توجد في العراق دار سينما او مسرح غير المسرح الوطني الذي اصبح قاعة تعرض عليه نشاطات سياسية ليس لها علاقة بالمسرح لذا نحن بحاجة الى انتشال الواقع المتردي للوزارة الثقافة والعمل بجدية واخلاص لأن المثقف يستحق الكثير ولأنه يمتلك رؤيا يسبق الاخرين بها وهو مرتبط بالمتحرك والمتغير الافضل والاجمل عكس السياسي المرتبط بالكرسي الذي لا يستطيع ان ينظر ابعد من قدميه كلنا أمل اليوم ان ينال الثقف العراقي شيئا من استحقاقه في بداية تسلم وزير جديد لهذا الصرح المهم في حياة الشعوب المعاصرة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً