اراء و أفكـار

الكابينة العبادية

شامل عبد القادر*

ليس صراعا تنافسيا يَتسم بالطائفية والعنصرية والقومية كما يقال من دون اي برهان وسند الا اذا اراد اتباع “تفشيل” العبادي على وفق المثل الشهير ” لو العب لو اخرب الملعب “.

وفي المشاورات والاتصالات التي تتم بهدوء وعقلانية وموضوعية ستنتج كابينة السيد العبادي عن حكومة شاملة وطنية عراقية الاتجاه وانسانية المضمون فلا تحقير واحتقار للاخرين اوالحاق الظلم بجماعة من دون اخرى ولا فرقة ولا تفريق فالزعامة الجديدة عراقية الوجه والملامح وبغدادية الروح وبلا اي عقد ريفية متخلفة لا تنسجم مع روح بغداد وحكومات بغداد وسياسات بغداد التي تتسم بالتسامح والاخوة لا اضغان او “فوبيات” من هذا المكون وهذا التيار او هذه الجماعة وذاك الحزب!!

لقد مرت علينا – بصراحة – طوال ثماني سنوات محن ثقيلة ومعضلات من دون حل وحروب ضد المدن بشعار “الارض المحروقة” وقتل الاف الرجال والشباب والاطفال والنساء وهدمت بيوت وخربت بيوت الله حتى وصل عدد المساجد التي قصفها الطيار العراقي او غيره – الله اعلم – في ديالى (50) مسجدا ولم يعد في كل ديالى مؤذن واحد يصدح بالاذان بعد تحول بيوت الله الى انقاض وتلال من التراب والحجر وجثث الابرياء!
نتمنى ان لا تحوي كابينة الدكتور حيدر العبادي ملامح الحكومة السابقة ولا لها اي علاقة بسياسات الحكومة السابقة والابتعاد عن التقليد القاتل واستلهام الروح العراقية بعيدا عن التأثيرات الايرانية والتركية والامريكية فعملية انشاء كابينة الوزارة هي بايدي العراقيين من الشيعة والسنة والكرد والمسيحيين واليزيديين لانها تمثل وتشمل جميع مكونات الشعب العراقي لا طائفية ولا تحقير او اطلاق التهديدات الدموية ضد العراقيين!
لقد ولت اساليب القهر والتجريف والضرب بالبراميل لافناء مكون معروف وصارت الواقعية هي الاسلوب الامثل لحل مشكلاتنا.. ابناء العراق وشبابه تحزموا بالرصاص وحملوا على اكتافهم البازوكات والاربي جي سفن وركبوا الدروع والدبابات لتحرير اراض عراقية مغتصبة في ديالى وتكريت وامرلي والطوز وسليمان بيك وحديثة وقريبا في تكريت والموصل.. عراقيون شبان استجابوا للقتال ضد المحتلين الاغراب فانتفضوا لاهالي المدن “السنية” وقاتلوا من اجل استردادها.. ولكي يتحول – كما يتردد في وسائل الاعلام – جيش “المالكي” او “الجيش الشيعي” الى جيش عراقي 100% يضم بين صفوف مقاتليه العرب السنة والكرد والفيلية واليزيديين والشبك والتركمان نحتاج الى رئيس وزراء “صاحي مو مريضّّ”.. لقد كان في الجيش العراقي السابق عشرات الضباط من الكرد والتركمان والشيعة وفي عقد التسعينيات كان الفيلق الاول تحت قيادة ضباط كبار من الاخوة التركمان فلماذا الخوف من الضباط العرب السنة او الكرد ومن قال ان الضباط العرب الشيعة هم وحدهم المخلصون للعراق او اكثر كفاءة من اقرانهم “المجمدينّ” في بيوتهم او في عواصم عربية معروفة!!
اذن نحن بانتظار رئيس وزاء غير مصاب باي “فوبيا” ضد اي مكون وجهة وقومية وطائفة.. وهناك حقيقة يجب ان يعيها الدكتور العبادي وهي انه اول رئيس وزراء يتمتع بغطاء شعبي واسع النطاق وتاييد اقليمي ودولي كبير جدا ونتمنى ان “يستقل” العبادي ويمضي في طريق “الزعامة الوطنية العراقية الخالصة” ويضع اوساخ الطائفية خلف ظهره.. وهذا سر نجاح كابينته والله الموفق!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً