اراء و أفكـار

«العبادي» قائدا عاما للقوات المسلحة!

محمد واني*

ما صدر عن رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي حول رفضه قبول أي مرشح في وزارته ما لم يتمتع بالكفاءة والنزاهة والخبرة، شيء جيد ويبشر بالخير، وسنكون معه ونؤازره ونشد عضده في اختيار أحسن الوزراء «التكنوقراط»، ولكن عليه أن يطبق هذه القاعدة على نفسه أولا قبل أن يطبقها على الآخرين، فالرجل، حسب ما قرأت عنه، سياسي شيعي وعضو قديم في حزب الدعوة الإسلامية، يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية، ولا يحمل أي شهادة عسكرية وليس لديه أي خبرة في مجال الجيش والأسلحة وفنون القتال وهو بعيد كل البعد عن المؤسسة العسكرية، ولكنه ما أن يمنحه البرلمان الثقة ويصبح رئيسا للوزراء سيتولى قيادة الجيش ويصبح قائدا عاما للقوات المسلحة العراقية!، بحسب مواد الدستور!، ولا أدري ما العلاقة بين منصب رئيس الحكومة «المدني» وبين القائد العام للقوات المسلحة «العسكري»، ولماذا الربط بين المنصبين؟ ما المغزى منه؟

هذا الخلط العجيب بين المؤسستين المدنية والعسكرية، جلب للعراق أضرارا كثيرة، وصنع ديكتاتوريات عسكرية ومدنية في آن واحد، مثل ديكتاتورية صدام حسين ونوري المالكي، اللذين لم يكونا عسكريين في يوم من الأيام ولكنهما أصبحا قائدين للقوات المسلحة ومهيمنين على المؤسسات الأمنية العراقية، استخدما الجيش والأجهزة الأمنية لإخماد المظاهرات والاعتصامات وإرهاب الشعب وقمع خصومهما السياسيين.

على رئيس الوزراء العراقي الجديد أن يبادر بالفصل بين المؤسستين المختلفتين ويرفض تولي منصب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، لأنه يحتاج إلى خبرة وتجربة واختصاص، وهذا ما ليس موجودا عنده، عليه أن يظهر موقفا مسؤولا وحاسما، ما دام يريد تشكيل حكومة تكنوقراط، وتكريس المؤسساتية القائمة على الكفاءات والاختصاصات في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً