اراء و أفكـار

أزمة المالكي الأخيرة

محمد واني*

يظل «المالكي»يدهشنا ويفاجئنا كل يوم بأزماته منذ توليه الحكم عام 2006، لا يمر يوم دون أن يعرض على العالم عضلاته البهلوانية، ويقوم ببطولاته الدونكيشوتية، لا أحد في وجه البسيطة شغل بال الإعلاميين ورجال السياسة وسلطت عليه الأضواء مثله.

ولا حتى نجوم السينما والمسرح ولاعبو الأندية الرياضية المشهورين، فهو رجل العام وكل الأعوام منذ أن اصبح رئيسا للوزراء، وآخر أزمة التي يحاول افتعالها قبل تركه السلطة لرئيس الوزراء الجديد «حيدر العبادي» الذي اختاره التحالف الشيعي ليحل محله، وساندته ووافقت عليه الأحزاب والكتل السياسية العراقية وأيدته الدول والقوى الغربية والعربية وحتى الإيرانية، وباركته المرجعيات الشيعية والسنية، هي؛ رفضه التنازل عن السلطة لصالح «العبادي»، وتلويحه باستخدام القوة، بحجة أن هذا الاجراء مخالف للدستور ومحاولة لإسقاط الديمقراطية في البلاد.. وكأن سيادته كان راعيا أمينا للدستور وللعملية الديمقراطية طوال سنوات حكمه العجاف، وليس هو من كرس سلطاته الواسعة لضرب الدستور والديمقراطية وحاول جاهدا إقصاء الفرقاء السياسيين عن الحكم والتفرد بالسلطة والتحكم بالقرارات المصيرية، وخلق مجتمع عاجز ومشلول وفاسد لا يصلح لشيء، حتى وصل العراق في فترة حكمه إلى اسفل قوائم الدول الأكثر فسادا والأكثر خطرا والأكثر وساخة، لم يترك الرجل أحدا أو جهة إلا ودخل معها في صراع بيزنطي لا طائل من ورائه، تارة مع الصدريين «الشيعة»ويخوض معهم حربا ضروسا، وتارة مع الأحزاب والعشائر «السنية» ويجتاح مدنها ويضربها بالصواريخ والبراميل المتفجرة أسوة ببشار الأسد، وتارة أخرى مع الأكراد ويقطع عنهم الميزانية المالية ويضع عليهم حصارا جائرا.. وقد تنتهي حياته مع ازمته الأخيرة.. ولكن تظل أزماته الكثيرة التي أثارها سابقا، تحتاج إلى عقود لمعالجتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً