اراء و أفكـار

المتشبثون بالمناصب الى متحف الشمع

ماجد زيدان*

خطى التحالف الوطني بترشيحه حيدر العبادي لرئاسة مجلس الوزراء الى الامام وارتقاء درجة في سلم العملية السياسية والتغيير وانهاء جزء من الازمة التي كادت ان تطيح بكل المكاسب الذي دفع شعبنا ثمنا باهظا لها.

ولكن تجاوز التشبث في المناصب لم ينته بعد ، وان كان اصبح شيئا من التاريخ فسرعان ما رفض رئيس الوزراء المنتهية ولايته هذا التكليف وحاول خلق العراقيل والكوابح بشتى السبل لتحقيق اهداف واجندات خاصة في اطار حسابات ضيقة ، كان منطق الحكمة والعقلانية والعدل ان يبادر الى مباركة هذا الاختيار ، وهو من داخل حزبه غير انه لم يستطع الاستيعاب ان مرحلته انتهت بسبب سياساته ومواقفه وفشله في ادارة الدولة وفرديته واستبداده .

لقد انحسر التأييد لرئيس الوزراء السابق الى درجة كبيرة جدا ، بل انه اقتصر على بعض الاعوان من المقربين له ، واغلب التقديرات تؤكد ان بعض هؤلاء سيقفزون من زورقه المملوء بالثقوب .

التأييد الذي حظي به العبادي من القوى الوطنية والكتل النيابية غير مسبوق املاً في تجاوز الدمار والخراب الذي حل بالبلاد ، وان كل الدلائل تشير الى انه سيتمكن بسهولة من تشكيل الحكومة والايفاء بتعهداته ، فالترحيب الواسع يخلق اجواء مناسبة لاستلال التوتر الذي خلق وزرع بين القوى السياسية ، وانجاح مهمته وانجاز انتقال سلمي للسلطة بعزل المتشبثين بالسلطة .

فضلا عن ذلك الموقف الدولى الداعم من الحليف الاستيراتيجي الولايات المتحدة ، وكذلك من الاتحاد الاوربي والدول الاقليمية والعربية ، وهذا الدعم والمساندة كشف للذين مايزالون يعصبون اعينهم عن العزلة القاتلة التي اسهمت في الاخفاقات وتدهور الاوضاع الامنية واستشراء الارهاب والفساد .

لقد طوى التحالف الوطني والكتل النيابية الاخرى الحريصة على المصالح العليا للبلاد صفحة من الصراعات السياسية غير المبررة التي اثارها ساسة متطرفون ارادوا بناء نظام فردي استبدادي حديد يستأثرون بالسلطة ويوظفونها لبرامج لم يعد العراقيون يرغبون بها ولا تلبي طموحاتهم وتنتشلهم من الاحوال المزرية التي يعيشونها .

ماتزال الفرصة سانحة للذين انخدعوا بمظاهر القوة الزائفة وتصوير الواقع على غير حقيقته لمراجعة انفسهم والانضمام الى الانتقال السلمي السلطة وممارسة الديمقراطية والانفضاض عن المملوحين بالقوة ويتمرسون خلف الجيش الذي لن يرضى ان يكون في مواجهة مؤسسات الدولة من رئاسة الجمهورية والبرلمان وينفذ ارادات فردية انتهت صلاحيتها .

نحن بحاجة الى إعمال الفكر والتحليلات السياسية واخضاع المصالح الذاتية لمصالح البلاد العليا والعمل الجاد والنزيه للخروج من مختلف الازمات ومواجهة تحديات الارهاب لاعادة الاستقرار بمختلف اوجهه للعراق .ليس لدينا شك ان بعض السياسيين من المرحلة السابقة والمسؤولين عن الفشل والتراجعات لن يكفوا عن محاولات استعادة سلطتهم وسطوتهم والشوشرة ) ولكنهم لن ينجحوا مطلقا وهم من الان حجزوا لهم مكانا في متحف الشمع ، فقد خسروا بافعالهم ووقفوهم ضد التغيير عودتهم الى الحياة السياسية مجددا وسنترك للشعب التعليق على تمثيلهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً