اراء و أفكـار

إذا قال سليماني .. قال العراق!

منى سالم الجبوري*
تتوارد التقارير و تتضارب بشأن اللقائات المختلفة التي يعقدها حاکم العراق و سوريا و لبنان قاسم سليماني، من وراء الستار مع مسؤولين عراقيين من مختلف الاطياف و الاتجاهات، وتؤکد هذه التقارير الجهود المحمومة التي يبذلها هذا الحاکم المنصوب دون إرادة و إختيار شعوب هذه البلدان، بشأن إختيار رئيس وزراء جديد للعراق.

سليماني، الذي يقود قوة القدس و يعتبر من الشخصيات الغامضة و المحاطة بهالة من الاسرار، يمتلك نفوذا و سلطة مطلقة في البلدان الثلاثة المشارة إليها سابقا، ويعتبر قوله و رأيه بخصوص أية مسألة تتعلق بهذه البلدان الثلاثة، بمثابة الفيصل و الحسم الذي ليس بعده من حسم، ويطل على العراقيين و العالم بطريقته الغامضة و من وراء الستار، ليعلن للعراقيين و المنطقة و العالم أن المالکي قد إنتهى حقا ولم يعد بمقدوره الاستمرار!

موقف سليماني هذا الذي نقلته أوساط عديدة و أکدته في نفس الوقت أيضا أوساطا مطلعة، يأتي بعد أن حاول المستحيل من أجل بقاء المالکي و ترشيحه لولاية ثالثة، لکن و بعد أن إصطدم بجدار رفض عراقي ـ عربي ـ دولي واسع النطاق، وتيقن من أن الامر لايمکن أبدا فقد خرج على العالم ليلعب دور روبن هود بطريقته الخاصة و يرمي بالمالکي الى سلة المهملات بعد أن رفعوه من شخصية نکرة غير معروفة الى وجه غير محبوب و متشبث بالسلطة بکل الطرق و الوسائل و السبل.

الخدمات التي قدمها المالکي لإيران، وتلك المخططات المختلفة التي نفذها لطهران ضد العديد من الاطراف و الجهات المختلفة، و جعله للعراق جسر و ممرا و حديقة خلفية للنظام الايراني ، المالکي الذي جعل من العراق حماما للدم في الفلوجة و الانبار و الحويجة، وفتح الابواب أمام المتطوعين للذهاب و القتال في سوريا الى جانب قوات النظام السوري تحت أمرة و إشراف قوة القدس نفسها، هذا الرجل الذي إنتهك کل القوانين و الاعراف الدولية المعمول بها في مجال التعامل مع اللاجئين الدوليين، عندما هاجم معسکر أشرف و ليبرتي تسعة مرات و إرتکب مجزرتين دمويتين فيهما، ، صار واضحا أن کل هذه الخدمات لم تشفع له على مايبدو شيئا أمام مصالح النظام الايراني و تطلعاته و طموحاته في العراق و المنطقة، وقد آن أوان رحيله الحتمي عن السلطة غير مأسوف عليه، ويجب عليه منذ الان أن يفکر في مستقبله من دون سلطة و نفوذ، ويعد العدة للأيام السوداء التي ستکون بإنتظاره، فقد حسم سليماني الجدل القائم بشأنه وقال کلمته التي هي اليوم و بحسب الاوضاع و الظروف الطارئة و الشاذة، کلمة العراق!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً