اراء و أفكـار

ما لون الطائفية؟

حاتم حسن*

الناس والأحزاب والسياسات والمجتمعات تتكشف بالمواقف الصعبة ..وقد يطرح ويقيء ويتعرى ويتكشف الرجل عن كل مكنوناته وخباياه وقناعاته السرية وكل نقاط ضعفه وقوته في ساعة الازمة ولحظة التهديد ..وتتجلى معالم شخصيته …
ولذا دائما ما كانت الأزمات والتحديات والمواقف العصيبة منتجة وكاشفة وفاضحة للشخصيات والسياسات ..ودائما ما كان الكبار نتاج مراحل من هذا النوع …اذ تتولى الأزمة إضاءة وجوههم وتقديمهم لصدارة التاريخ …
العراق في وقته الحرج والبالع الدقة والحساسية …والخوف وكل الخوف أن تكون أعصاب بعض السياسيين من الضعف والهشاشة والتلف فيتصرفوا بخرق وارتباك وتهور ..ويفضحوا حجم رعبهم وريبتهم بالناس…
فالتحسب من الأعداء المتلاشين والمختفين بين الأصدقاء والمحبين لا يبيح إبادة الجميع لضمان إبادة الأعداء…هذا منطق المذعورين والحمقى وممن يفتقدون لادنى المشاعر الإنسانية ..
يحدث ان نبالغ في تجسيد الأخطاء والممارسات المدانة ولكن بقصد خلق صدمة للإيقاظ والتنبيه وصولا للمراجعة والتصويب ..الا ان ما جرى مؤخرا يتجاوز ويفوق كل المبالغات والتهويلات ..
وأعلن الطائفيون بأصوات مجلجة وبالنواقيس العملاقة وبكل الفجاجة والصلف ان الطائفة تهمة ودليل إدانة ولا يقبل الاستئناف ..
ان هناك من تقرر مصيره بالولادة ..فما ذا بعد ذلك ليكون المرء طائفيا ؟؟؟
ما لون الطائفية ..حمراء ؟خضراء ؟سوداء بلون السخام؟؟وما ذنب دين عظيم لتقترف باسمه اشنع ضروب الغباء والكراهية والانغلاق والجشع؟؟؟وهل يخطر للطائفي ,اي طائفي ,شيعي سني ,انه لا يتوفر على الحد الأدنى من الثقافة واللياقة والحس الإنساني والاخلا ص الديني ؟؟ولكن هل يكون المرء طائفيا قبل ان تتحقق فيه كامل شروط ومواصفات الطائفي من ضيق تفكير وكدس من الجهالات والخرافات وفائض من الكراهية؟؟؟
الخوف ان تتولى هذه المرحلة الحساسة والعصيبة غرس أسباب وعوامل لتخريب المستقبل ..فالخاسر في نهاية المطاف هو العراق والعراقي حتى وان كان العراقي قد توهم وانزلق وأجرم وثمة امل في صحوة وإصلاحه…والأكيد ان الطائفية تضع الجميع ,من سنة وشيعة في وزن واحد ….وحكم واحد …وفي مصير واحد …وان ابشع واغبي أنواع الحكم هو الذي يقوم على الولادة …وان لم يتضمن دفتر النفوس غير اسم الدين ,لا الطائفة ,ويبدو ان الإضافة (التاريخية والانجاز العظيم )إدخال اسم الطائفة في دفتر النفوس وتتوفر الفرصة لسكان الأرض ان يتفرجوا على الانجاز العراقي .

– See more at: http://www.almustakbalpaper.net/article.php?id=3264#sthash.HBC48s4w.dpuf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً