اراء و أفكـار

هلوكوست عراقي

شامل عبد القادر*

لم يَشهد العراق مرحلة مضنية ومحبطة للنفوس ومثيرة للقلق والمخاوف والرعب وحروب صغيرة وكبيرة تجري هنا وهناك يقتل فيها عراقيون وتسفح دماء من دون اي نتائج حاسمة ومؤثرة على الارض والمستقبل.

فليس غير العبث بارواح الناس والشبان والجنود والاهالي وقصف مروع بالطائرات والهاونات وهدم البيوت على رؤوس اصحابها ودبابات تجول وتتجول ولا داعشي قتل ولا ثائر هزم ولا جندي تقدم الا مهرجانات فارغة خاوية تذكرنا بايام القادسية ومهرجاناتها التعبوية البائسة وقصائد الشعراء الشعبيين واغاني المجاميع ولا غير!!

في العراق اليوم ” هلوكوست” بشع تديره الاصابع والايدي الاجنبية والعربية على حد سواء.. والهلوكوست يعني للقراء الذين يجهلون هو المحرقة النازية العظمى التي اقامها هتلر ونظامه – كما اشاع اليهود في المانيا واوربا واسرائيل لاحقا- لليهود واحراقهم واعدامهم في افران الغاز وحول جثثهم الى اصباغ “قنادر” و”بساطيل” وزعها على المدنيين والجنود لتلميع احذيتهم ببقايا اليهود المحترقين في غرف الغاز.. والله اعلم!!
واليوم يحول البعض من الاخوة والاشقاء العرب والاعاجم والترك والقرج “واللي مايخافون الله” العراق الى هلوكوست بامتياز وتحول شبابنا الى جثث مثقوبة الرؤوس والاجساد ببنادق عربية واسلامية طائفية وانتشرت عصابات الموت تبحث عن ضحايا جدد ومن الشباب ايضا وتخطف ارواحهم بعد ان تخطف “دفاتر!” الدولارات كمساومة اولية وبعد اتفاق التسليم تسلم الجثة مشوهة مرمية في الطب العدلي!!
الموت يحاصر العراقي من جميع الجهات: حروب المدن والقصبات.. مواجهات عنيفة ودامية بالدبابات والطيران والصواريخ وتشتعل الارض تحت اقدام الجميع من دون استثناء.. وعصابات الخطف والقتل تروع الرصافة والكرخ، لا تعرف سوى البحث عن المال الملوث والحرام وقتل الناس !!
اصبح العراقي يقتل مقابل 3- 5 دفاتر قبل ان تسلم جثته لاهله واقاربه وعشيرته.. وتلقى نتائج هذا الموت المجاني العبثي على رقاب الاخرين .. قبل ايام خطفت عصابة رجلا مسنا يسكن حي البلديات وقتلته بدم بارد بالسكاكين بعد ان ساوموا اولاده على دفع ثلاثة دفاتر وبالفعل تسلمت العصابة المبلغ وبالمقابل سلموا العجوز “مدججا!” بعشرات السكاكين .. والرجل بالمناسبة من اهالي النجف!!
وقبل حلول عيد الفطر باربع وعشرين ساعة خطفت عصابة اجرامية شابا صائما من مواليد 1983في حي الصناعة حال ترجله من “الكيا” وساومت عائلته الفقيرة على دفع خمسة دفاتر وبالفعل سلمت الدفاتر واستلم الاب والام جثة ولدهما مثقوبة بعشرين اطلاقة وكسر الذراعين وتعذيب جسدي لا يعرف منتهاه الا الله!!
هلوكوست لكل العراقيين من دون استثناء انه مهرجان الموت والقتل وانتقام بلا حدود تمويله عربي واجنبي وادواته عراقيين معروفين ولكن “منو اللي يقدر ان يقول ان حلك الاسد جايف”!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً