اراء و أفكـار

مخاطر الإستقواء بالإرهاب

رضا الاعرجي*
لا أدري كم سيارة مفخخة انفجرت في بغداد والمحافظات..
ألف.. ألفان .. ثلاثة آلاف.. عشرة آلاف…
لا أدري.. كل ما أدريه أن مئات الآلاف من العراقيين ذهبوا ضحايا لهذه السيارات.. كما تعرضت أسواق وشوارع ومحال ومؤسسات خدمات عامة وشبكات كهرباء وبيوت لا عد لها أو حصر للخراب والتدمير.
ليست هذه التفجيرات مقاومة بل جرائم موصوفة يرتكبها مجرمون عتاة احترفوا القتل والتخريب.
وليس لهذا العدد الكبير من السيارات المفخخة سوى رسالة واحدة: الإستقواء بورقة الإرهاب لانتزاع مكاسب أو تحقيق نجاحات خارج إطار العملية السياسية.
الاستقواء بورقة الإرهاب، عدا أنه تعبير عن عجز أخلاقي هائل، لا يفسر إلا بكونه دعوة للاستمرار في نفس الأخطاء القاتلة التي دأب النظام السابق على ارتكابها حيال خصومه ومناوئيه، وعلى الحكماء أو ما تبقى منهم أن ينتبهوا وينبهوا إلى خطر الاحتماء بقواعد الإرهابيين لأنه سيفضي في نهاية المطاف إلى نتيجة واحدة: الحرب الأهلية التي كثيرا ما تم تفاديها.
والنسيج العراقي كما يبدو للعيان ليس رقيقا فقط بل هشا، وعلى الحكماء أو ما تبقى منهم تقع مسؤولية الحفاظ عليه بوجه محاولات تمزيقه.
إذا نشبت الحرب الأهلية وهي احتمال لم يعد مستحيلا، ستكون خسارة للجميع، والتقسيم الذي سيتبعها، وهو ليس مستبعدا أيضا، سيقف عائقا أمام طريق النهوض بالوطن بعد عقود من العزل والإقصاء.
الإرهاب قذارة أفرزتها الكتب الصفراء وثقافة الاستبداد الفاسدة، وهي وان سقطت بسقوط برجي التجارة الأمريكيين، وتكشفت حقيقتها القائمة على العنف والدمار وكراهية جميع بني البشر، إلا أنها للأسف استعادت أنفاسها على أرض العراق وهي تفتك اليوم بأبنائه وتعرض مستقبله للمجهول، والمطلوب من الغيورين على بقائه موحدا منيعا ينعم الجميع بخيراته، أن يحولوا دون تحقيق الإرهابيين لأهدافهم الدنيئة، فالمتوحشون الهمج والوافدون من خارج الحدود لهم أجندتهم الدموية الخاصة، وهي أجندة ليست عراقية في كل الأحوال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً