اخبار العراق

حين يقول قادة الجمهوريين ان ” انجاز اميركا في العراق بات مهددا”؟

1145745_troopswithdrawel

يحاول الجمهوريون تحريك الجدل السياسي حول العراق، حين يدقون اجراس انذار كثيرة من ان “التقدم الذي حققته القوات الموالية للقاعدة اثبت بان الرئيس باراك اوباما اهدر دماء اميركيين من خلال تسرعه في الانسحاب من هذا البلد”.

اجراس الانذار التي قرعها قادة بارزون في معسكر الجمهوريين الذي اصطفوا مع قرارات الرئيس السابق جورج بوش في غزو العراق ومن ثم قرار زيادرة عدد القوات الاميركية في العام 2007، تأتي منسجمة مع صدور كتاب جديد لوزير الدفاع السابق (الجمهوري) روبرت غيتس تضمن انتقادات قاسية للرئيس اوباما حول الحرب في كل من العراق وافغانستان.
ومع ايقاع تلك الاتهامات والانتقادات، عاد الجدل الى الواجهة في الملف العراقي لان اوباما اعتمد المعركة السياسية لانهاء قضية الحرب في العراق، بل انه بنى جزءا كبيرا في انتخابه الاول والثاني وفق معارضته لهذه الحرب، وطي ملفها الباهظ التكاليف.
وجاءت سلسلة الانهيارات الامنية والفوضى التي تغرق فيها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ومن ثم سقوط مدن رئيسية بايدي متطرفين تابعين للقاعدة خاضت فيها القوات الاميركية معارك شرسة خلال الحرب، لتعيد فتح الملف العراقي في واشنطن بقوة.
فقد انتقد الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الاميركي جون باينر الذي حاول الافادة من احراج البيت الابيض لما تضمنه كتاب غيتس، اوباما بصورة مباشرة في الحرب في العراق خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي.
وقال باينر “لقد سالت دماء غالية لمساعدة الشعب العراقي على التخلص من طاغية دموي وسحق عناصر ارهابية مصممة على القضاء على حرية وكرامة الانسان” واضاف “هذا التقدم بات اليوم مهددا”.
ومعلقا على سقوط مدينة الفلوجة بايدي ارهابيي القاعدة، قال باينر ان “اوباما فشل في تحقيق الهدف” لانه لم يتوصل الى اتفاق لابقاء قوة صغيرة في هذا البلد بعد انسحاب القوات الاميركية منه في 2011.
وقال “على التزامنا ان يكون طويل الاجل لانجاح مهمتنا في هذا البلد وان الاوان لان يدرك الرئيس ذلك وان يقدم على هذه الخطوة”.
واضاف باينر ان عودة قوات اميركية الى العراق، وهي خطوة استبعدتها الادارة الاميركية، “غير مطروحة في هذه المرحلة” لكنه ايد ارسال معدات عسكرية الى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.
وفي مجلس الشيوخ اتهم السيناتور جون ماكين، الرئيس اوباما بـ”اهدار التضحيات التي قدمها الاميركيون الذين سقطوا في الفلوجة خلال المعارك الشرسة التي دارت مع المتمردين اثناء حرب العراق التي دامت تسع سنوات”، وتساءل امام مجلس الشيوخ “ماذا نقول لهؤلاء الشباب ولاسرهم؟”.
واضاف “علينا ان نقول لهم بان تضحياتهم ذهبت سدى لان الادارة الاميركية ارادت الانسحاب ورفضت البقاء وترسيخ الانتصارات التي تحققت جراء التضحيات التي قدمها الجنود الاميركيون
واعلن اوباما مرارا انه “انهى” الحرب في العراق رغم زيادة اعمال العنف في هذا البلد التي اسفرت عن مقتل اكثر من 6200 شخص خلال العام الماضي في انفجار سيارات مفخخة وعمليات انتحارية واعمال عنف اخرى.
من جهته قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان ملاحظات باينر تتناقض مع سياسة اوباما لسحب القوات الاميركية من العراق التي لاقت ترحيبا. وقال كارني “اعلم بان رئيس مجلس النواب باينر عارض الوعد الذي قطعه المرشح اوباما لانهاء الحرب في العراق”.
واضاف “اعلم ذلك وربما ما زال على موقفه. ربما يعتقد انه يجب على القوات الاميركية ان تحارب اليوم في الانبار”.
من جانبه قال زعيم الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الاميركي هاري ريد ان ملاحظات باينر التي حملت اوباما مسؤولية سقوط مدينة الفلوجة بايدي ارهابيين “وقحة”.
وقال ريد “اتساءل ما اذا كان باينر يريد ان نرسل المزيد من القوات او ما اذا يريد ارسال قوات الى العراق الان؟”.
وتابع “عاد الجنود الى ديارهم والشعب الاميركي سعيد لذلك”.
وزاد البيت الابيض الضغوط هذا الاسبوع على المالكي للتوصل الى مصالحة مع القادة السنة في محافظة الانبار. وهو هدف يعتبر خطوة اساسية لطرد مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من الفلوجة.
وتسرع الادارة الاميركية عملية تسليم حكومة المالكي صواريخ وطائرات مراقبة من دون طيار لمحاربة عناصر القاعدة بعد ان طلبت بغداد مرارا المساعدة.
لكن بعض الشخصيات البارزة في الكونغرس اعربت عن القلق لارسال المزيد من المعدات الهجومية للمالكي بما في ذلك مقاتلات ومروحيات خشية من ان يستخدمها ضد خصومه العراقيين في اشارة موجهة الى السنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً