اخبار العراق

السفير الفيلي “يبدع” نهجا دبلوماسيا جديدا: يهاجم واشنطن بدلا من تعميق العلاقات معها

1153517_lukman alfaili

لم يعرف عن السفير العراقي في واشنطن لقمان الفيلي، انه كان خبيرا بالشؤون الاميركية ولا معرفة حقيقية له بالسياسة الخارجية، الا ان ما قاده الى هذا المنصب، وقبله (سفير العراق في اليابان) هو كونه جزءا من محاصصة حزبية داخل وزارة الخارجية، اهلته لان يكون ضمن منصب لا يفقه في اصوله اي شيء. وكان اختياره لان يكون في واشنطن عملية مدروسة لجعل التقارب العراقي- الاميركي في الثلاجة، فيما المكائن تدور بقوة من اجل التحالف العراقي- الايراني. فالسفير الفيلي هو من تيار حزبي وسياسي عاش برعاية ايرانية خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين وتلقى اشكال الدعم من مؤسسات طهران الامنية والسياسية والعسكرية.

اخر مواقف الفيلي التي تناقض اي مسار دبلوماسي، هو انه يهاجم الدولة التي تستضيفه وينتقدها بدلا من ان يسعى الى توطيد العلاقة معها وهو الواجب الدبلوماسي الاول له.
فقد اتهم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنها “لم تدعم العراق وكان ينبغي أن تتفهم التأثيرات العكسية لأي تأخير في تقديم الدعم والمساعدة للعراق” وان التأخر في دعم الحكومة العراقية ضد القاعدة، جعل محافظة بأكملها (الانبار) تتحول إلى ملاذ آمن للقاعدة، لأن هذا بحد ذاته ضد المصالح الستراتيجية للولايات المتحدة، وهذا التصرف ضد الأمن الوطني الأميركي”‘.
الفيلي لم يكتف بانتقاد واشنطن بل راح يعلمها ما الواجب ان تفعله كي تكون” حريصة على الأمن الوطني الأميركي”، متناسيا دور حلفائه الايرانيين في الضغط على الحكومة العراقية في رفض اي تنسيق امني مع واشنطن، ومستغفلا حقيقية ان رئيس وزرائه نوري المالكي، مثله تماما، اقرب الى طهران وليس الى واشنطن على الرغم من كونها هي حملته الى السلطة في العراق لا بقرار غزوها وحسب بل في الدفاع المستميت عن المالكي ووجوه رئيسا لحكومة المحاصصات الطائفية التي تغذيها ايران.
الفيلي الايراني الهوى يبدو مثيرا للسخرية حين ينتقد واشنطن بقوله ‘إدارة أوباما سحبت الجيش في وقت لم يكن العراق يمتلك فيه قوة” متغابيا حين ينكر ان ايران ولية نعمة حزبه وفكره السياسي هي من ضغطت بكل قوتها الاستخبارية والامنية والسياسية من اجل رفض بقاء اي جندي اميركي في العراق. لكن هذا “الغباء” الفيلي ليس غريبا حين يكون صاحبه سفيرا للعراق وفي عاصمة القرار الدولي: واشنطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً