اراء و أفكـار

حتمية حرب الأنبار

فاتح عبدالسلام

ثمة علامات فارقة على طريق المعركة التي تم الحشد لها لتكون فاصلة بين طرفين أو قوتين أو رايتين.
هذه واشنطن تلوح بإعارة العراق مروحيات أباتشي الهجومية الفتاكة في الهجومات الأرضية. وهذه إيران تعلن عن استعدادها إرسال العتاد والخبراء وتلكم أنباء أخرى مصدرها أمريكي تفيد أن الأردن سيستقبل قوات عراقية تخضع لتدريب القوات الخاصة الأمريكية في أحد معسكراتها. ومن هناك لندن تعلن تضامنها مع بغداد ضد الإرهاب. وتركيا كعادتها لاعب إحتياطي منتظر عينها على الملعب العراقي بالدرجة ذاتها في النظر الى الملعب السوري. ودمشق قد تقلب خارطة المعارك ليكون رأس الهرم في الشام وقاعدته في الأنبار.
لا أحد يمكنه أخذ أي من هذه المواقف على محمل الحقيقة الكاملة، فالجميع متوجس من الآتي ولا يريد أن يكون رأس النفيضة ليتحمل وحده أو بشكل أساس ، فيما بعد أعباء معركة جديدة ضد الإرهاب ، لها في العراق وبعض الدول العربية والإسلامية مسميات مغايرة قد تقود بسهولة الى حرب أهلية لا سيطرة عليها يتم فيها الترحم على ما يحدث في سوريا من مآس.
الجميع في معرض أوسمة التشجيع للقتال بالنيابة عن هذا الطرف أو ذاك.
الحرب وقعت بصيغة من الصيغ اليوم ، لكنها ستقع بصيغها المحظورة في الآتي من الأيام على ضوء معطيات التخندق الطائفي في العراق منذ أكثر من عقد من الزمان.
ولا تزال تلك المركبة المتفجرة العملاقة المسماة جوازاً أو وجوباً العراق والتي تحوي ملايين الأنواع من الألغام تسير على أرض البلاد من غير هدى تلتقط هدفاً مخططاً له هنا وهدفاً بالمصادفة هناك.
حتى يتم تدريب قوات خاصة في معسكرات الأردن، وحتى تصل مروحيات أباتشي وتتدرب طواقمها محلياً، وحتى ينعقد مؤتمر جنيف الثاني لحل معضلة سوريا أو لا ينعقد ، ستبقى متواليات المزايدة والمبالغة والمقارنة والمناكدة والمناكحة والمنافسة والمناقصة والمناورة والمناوبة والمناقرة ومناقلة هي سيدة المواقف بامتياز في حين يعيش أهالي الفلوجة هواجس حرب التصفيات أو حرب ذبح المدينة مرتين في خلال أقل من عقد زمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً