اراء و أفكـار

شيء عن عراقيي “فيسبوك”

هاشم العقابي*

فكرة تأسيس موقع ‘فيسبوك’ جاءت من أجل الجمع بين الأصدقاء خاصة الذين فقدوا التواصل فيما بينهم. كان الهدف الرئيس وراء تأسيسه هو ان يعود التواصل بين من كانوا زملاء او أصدقاء في أيام الدراسة الابتدائية او حتى في المرحلة الجامعية ليتعرفوا على بعضهم من جديد وليروا من خلال صورهم ما آل اليه شكل وجوههم بعد ان كبروا.

ولا أظن ان من أسسه قد وضع في حسبانه انه سيتحول بعد حين الى أكبر تجمع الكتروني ومصدر معلوماتي لما يدور بالكون من صراعات سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية. الأكثر من ذلك اني لا اظن مطلقا بأن من اخترعه سيجده قد تحول مسرحا للعداوات خاصة وان المشترك فيه يضع كل الذين ينتمون الى صفحته تحت عنوان ‘أصدقاء’.
يأتيك أحدهم وأنت لا تعرفه من على بعد آلاف الأميال أحيانا ويتقدم لك راجيا ان تضيفه صديقا. بعضهم لا يصبر غير دقائق قليلة بعد ان تضيفه لتجده يهاجمك او حتى يشتمك. وان نبهته قد يتهمك بالدكتاتورية وأنت لا حاكم ولا مسؤول.
صفحة ‘فسبوك’ الخاصة هي بتعريف بسيط تعني انها دار صاحبها. هو حر في اختيار من يدخلها. أنت في بيتك حر. ترقص، تغني، تشرب، تلطم. تدعو من يعجبك لوليمة فيه او لا تدعوه. وعلى الذي يدخل دارك ان يلتزم باحترام خصوصيتك. فان كنت متدينا مثلا فليس من باب اللياقة، ولا أمر له علاقة بالحرية، ان يأتيك ضيف وبيده بطل ‘زحلاوي’ ليفتحه في بيتك ويطالبك بان تحضر له كأسا وثلجا، وما عليك الا ان تلبي لأن الأخ يعتبرها حرية. له كامل الحق لو فعل ذلك ببيته.
لم أجد في العراقيين، وللأسف، الا ما ندر من يدرك بان صفحات ‘فيسبوك’ ليست ‘هايدبارك’ بل هي ملك أصحابها الذين من حقهم طرد من يدخلها ويتجاوز عليهم.
كم عدد العراقيين الذين يعرفون ان من أسس ‘فسيبوك’ كان هدفه الأول نشر قيمة الصداقات والمحبة بدل العداوات والبغضاء؟ وكم عدد الذين يعرفون سبب منحه حق ‘بلوك’ لصاحب الصفحة ليطرد من منها من يشاء؟ لم يمنحه بالصدفة بل بخطوة مدروسة يدركها ذوو الألباب!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً