اراء و أفكـار

سياسيو “طك عطية”

حمزة مصطفى‎*

من بين مابات متداولا في عالم السياسة هو مبدأ “تصفير المشاكل ” او الازمات. المبدأ الذي يشتغل عليه سياسيو “طك عطية” هو “تصفير الحلول”. لايوجد لديهم حل لاية ازمة, كبرت ام صغرت , طالت ام عرضت. خدمية كانت ام امنية.

وسياسية ام اقتصادية. ثقافية ام فنية. اجتماعية ام “صخامية”. كل ازماتنا مسؤولة عنها دول الجوار والاجندات الخارجية والبعث والقاعدة وفيصل القاسم. اما داعش فقد نزلت علينا نعمة فضيلة من العزيز الجليل. من الان فصاعدا انعم علينا الله بعدو جديد وبـ “الباكيت”. كل شئ يؤجل او مؤجل او قابل للتاجيل او التسويف او المماطلة سوف يعلق على شماعة داعش. سجلوا في دفاتر ملاحظاتكم. داعش هي المسؤولة الحصرية عن تاخير الموازنة المالية واقرار قانون التقاعد الموحد والاحزاب والنفط والغاز ومجلس الاتحاد وهروب او تهريب السجناء في حال حصل ذلك ولم يعد امرا غريبا لدينا حتى الشيطان. ازماتنا يفتعلها سياسيو “طك عطية” ويتولى حلها شيوخ العشائر ورجال الدين. السياسة التي يمشي عليها السياسيون من نمط غريب ولون عجيب. لها من “الفيل” حجمه ومن “القرد” شكله ومن “الغراب” بشرته ومن “النعامة” مؤخرتها ومن “العنزة” عقلها. لايمشي معها الا “الحل الخروفي” في افضل الاحوال واسوئها معا. فلا حل لدى السياسيين برغم المواثيق والمبادرات والمؤتمرات والقبلات. انهم مجبولون على كره الحلول. يضيقون ذرعا بالانفراج ولايطيقون بعضهم البعض. الاخر بالنسبة لهم عدو ابدي مع انه يمكن ان يكون بـ”فلكة وطنية” على طريقة صباح اللامي كأنه “ولي حميم”.
سياسيو “طك عطية” تحسروا على مانديلا حين مات. مع ان فرصهم في ان يكونوا ابطالا تفوق بمراحل فرصه لو احسنوا التدبير. لكن العراقيين لم يعرفوا عنهم سوى الازمات المتوأمة. يعرفون كيف يشعلونها ولكنهم لايعرفون كيف يطفئوا نيرانها. سياستهم طوال السنوات العشر الماضية تتلخص بعبارة واحدة هي “جاك الواوي , جاك الذيب”. بـ “جالهم” اصبح امن الوطن قبل امن المواطن مستباحا. تدخل داعش وماعش مثلما تدخل اية بضاعة بلا تقييس ولا سيطرة نوعية اوكمية. الحدود مع كل الجيران ملك يمين لكل من هب ودب ولمن لا يهب ولا يدب. حتى العاجزون عن “الهبيب او الدبيب” يصولون ويجولون في كل ارجاء الوطن بلا حسيب ولا رقيب. ومن اين ياتي الحسيب او الرقيب وهو لا يملك حلا لاي شئ مهما كان تافها وصغيرا وحقيرا. نحن بلد التمر ونستورد تمرا من دول الجوار لمجرد ان فيه “جوز ولوز” وكأن الجوز واللوز “اشباه الموصلات” في التقنيات الحديثة التي اوصلت اليابان الى القمة في كل شئ . نحن بلد النفط ونستورد المشتقات النفطية ولا تعمل مولداتنا الاهلية الا بالديزل الايراني. نحن ارض السواد وبلاد ما بين النهرين ولا نفطر الا بيضا تركيا او زبدا اردنيا ولا نتغدى الا دجاج ساديا سعوديا ولا نتعشى الا همبركر اميركانا كويتيا . الانتاج الوطني الوحيد لدينا هو .. القهر العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً