اراء و أفكـار

ثمن قتال داعش والقاعدة

صالح الحمداني*

سينتصر رجال العشائر على داعش والقاعدة بلا شك في الرمادي والفلوجة، وستعود سيطرة الحكومة المحلية على كافة أرجاء الانبار، إلا بعض الجيوب التي ظلت دائما خارج السيطرة بسبب المساحة الشاسعة للمحافظة وموقعها المتميز حدوديا مع ثلاثة دول عربية، وبسبب تأصل مهنة التهريب (القچق) لدى العديد من عشائر المنطقة.

لا شك أن داعش والقاعدة تقف خلفهما مخابرات دول، ومالم نصل الى هذه الدول ونعقد معها صفقات لن يهدأ الوضع الأمني في العراق، ولن نتخلص من الذباحين والانتحاريين.

ولا شك أيضا أن هناك حواضن لهذه المنظمات الارهابية في الداخل، وما لم نُشعر هذه الحواضن أن العراق لا زال للجميع، والسلطة فيه والثروة هما ملك للجميع، وما لم تجر مصالحه وطنية حقيقية، وشراكة حقيقية في القرار، فإن عودة القاعدة وداعش للامساك بزمام المبادرة ثانية في الانبار – على الأقل – ستكون مؤكدة، حتى وإن تأخرت بضعة أشهر.

هناك وصفة للهدوء في الانبار، تعرف الحكومة هذه الوصفة جيدا، ويعرفها الاميركان قبلها، وما لم تطبق بحذافيرها لن تنعم الانبار ولا بغداد ولا المناطق الغربية بالامن والامان والازدهار.

في الرمادي قبائل شرسة، أعجبنا مذهبها وقبليتها وطريقة تفكيرها أم لم يعجبنا، وهي بكاملها تشعر بالظلم والتهميش والاقصاء، وبأنها متهمه دوما – من قبل السلطة – بأنها توالي صدام حسين والسعودية وقطر وبشار الأسد (قبل أن يصبح معشوق الحكومة).

هذه القبائل ستنتصر على القاعدة وداعش، وستعيد قوات الشرطة المحليه لفرض الامن في طول المحافظة وعرضها، وبعد أن يهدأ كل شيء – إن شاء الله – ستطالب بثمن ما قامت به من عمل هو من صلب عمل الحكومة.

آخر ثمن طالبت به الصحوات في أيام المرحوم عبد الستار أبو ريشة، كان قدم للرئيس الاميركي حينها جورج دبليو بوش أثناء زيارة قام بها وفد حكومي عشائري أنباري إلى واشنطن، وكان الثمن عبارة عن طلبين، أثارا اهتمام واحترام الرئيس دبليو، الأول:

أن يتعهد الرئيس الاميركي بحفظ وحدة أراضي جمهورية العراق من التفتيت والتقسيم.

والثاني:

أن تمنح الحكومة العراقية مبلغ مليار دولار للحكومة المحلية في الانبار للمساهمة في إعادة إعمارها.

بعد نهاية القتال، على الحكومة أن تدفع للعشائر ثمن قتالها ومواقفها الشجاعة، ولن يكون هذا الثمن بأقل (وطنية) مما طالب به المرحوم الشيخ عبد الستار أبو ريشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً