اراء و أفكـار

المجتمع السني هو القادر على دحر “القاعدة” و”داعش”

حارث حسن*

لايمكن دحر “القاعدة” و”داعش” وغيرهما من دمامل الحداثة النفطية المشوهة، الّا من قبل المجتمع السني، واعني ذلك بالمعنيين القتالي والفكري.
ستهزم داعش عندما لايعود اي من السنة يصدق أنها تدافع عنه وعن “هويته” و “عقيدته”، وعندما لايعود معظم السنة بحاجة اليها لكي تحقق توازنا ما مع حكومة منحازة ضدهم ، او لاشغال جيش يعبرالكثير من جنوده وضباطه – بوعي او بغير وعي – عن انحياز شيعي.
لا تخوض السلفية الوهابية معركتها الاساسية مع الشيعة ، بل في داخل المجتمعات السنية نفسها ، هي معركة دعائية وتعبوية وايديولوجية ممولة تمويلا ضخما لاقناع اولئك المسلمين الذين حصل انهم ورثوا – او انتموا الى- مذاهب سنية ، أنهم “سنة” وحسب ، وان “سنيتهم” تحمل معنى واحد هو ذلك الذي تتبناه السلفية الوهابية .
بالمثل ، لايمكن هزيمة الاصولية الشيعية الا من قبل الشيعة انفسهم ، فعنف داعش وغيرها وخطاب الكراهية القادم من شيوخ وفضائيات “الاسلام المحمدي (النقي)” كانا وسيظلان يغذيان الخزين الاسطوري للاصولية الشيعية ومشاعر المظلومية الأزلية التي تستخدم لانتاج المقاتلين المستعدين للشهادة نصرة للمذهب .
بصدامهما المستمر وسعي كل منهما لاخضاع الآخر ، فان السلفية الوهابية والاصولية الشيعية يغذيان أحدهما الآخر ويساعدان بعضهما على الانتصار في معركتيهما المركزيتين : معركة السلفية الوهابية في المجتمع السني ، ومعركة الاصولية الشيعية في المجتمع الشيعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً