اراء و أفكـار

قتل مستمر للشيعة و تظلم مستمر للسنة

ابراهيم الغالبي*
لو كنت رئيس الوزراء لسحبت الجيش والشرطة الاتحادية وسوات من الرمادي ولا أفكر بإعادتها، وتركتها لداعش تفعل بها ما تشاء.
فبعد شهر ستعلن إمارة الرمادي، وأفعل الشيء نفسه مع الموصل، وستتداعى الأمور باتجاه فرض الحلول الأكثر حسما فقد سئمنا الاستلقاء في صالة عمليات وبتخدير شبه جزئي، شخصيا أنا انتظر مثل هذه المتغيرات، يضاف إليها أهمية وضرورة إقصاء المالكي من رئاسة الوزراء لحساب أية شخصية أخرى بعد الانتخابات، لنتخلص من قضية تحميله مشاكل الحاضر والتاريخ بأكمله والتغاضي عن أن مشكلة البلاد نتاج تفاعل حماقات وسياسات الجميع، مع هذين المتغيرين أعني سيطرة القاعدة على مدن الغربية و مجيء رئيس وزراء جديد سيكون العراق أمام الفرصة التاريخية الوحيدة للتوافق على حل نهائي يوقف جريان الدم، فإما قناعة السنة باستحالة عودة الزمن إلى الوراء وأن الشيعة لن تعبر عنهم سوى الأحزاب الإسلامية لخصوصيات عديدة لن يغيرها اعتراض الأقلية داخل البيت الشيعي نفسه ولو بعد ألف عام، وفي المقابل قناعة الشيعة بأنه لا يمكنهم التفرد بحكم البلاد، لإنتاج صيغة تشاركية ( طائفية تحاصصية بالضرورة الحتمية) تدار بموجبها الدولة على أسس تفاهمات قوية وثابتة، أو اللجوء إلى الحل الآخر وهو تقسيم كونفدرالي يعزل المكونات عن بعضها سياسيا و إداريا بعد شوط من المفاوضات برعاية دولية وإقليمية.
من دون هذين الحلين يبقى الواقع المرير، قتل مستمر للشيعة، و تظلم مستمر للسنة، يقودان لانفلات حتمي للأوضاع وحرب هادئة أو صاخبة طويلة بلا أفق للخلاص. رؤيتي هذه خاصة حول التقسيم ليست انفعالا بالحدث الراهن، بل قناعة ارددها واكتبها ونشرتها في كل مناسبة مقالاتٍ وكتبا منذ 2006، والكثير مقتنع بها وإن لم يقلها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً