اراء و أفكـار

الخطوة ما قبل الأخيرة نحو عودة العنف الاهلي

يحيى الكبيسي

بعد أقل من شهر من بداية حركة الأحتجاجات في الجغرافيا السنية قلنا بوضوح ان حركة الإحتجاجات هذه ربما تكون الخطوة ما قبل الأخيرة نحو عودة العنف الاهلي، ونشرنا هذا الكلام في أكثر من مكان. للتذكرة نعيد نشر المقطع الاخير من الورقة التي حاولت تحليل حركة الإحتجاجات وما يمكن ان ينتج عنها:
“إن دخول الجمهور السني بشكل مباشر في إدارة الصراع لن يتيح للحكومة استخدام مناوراتها التي نجحت على مدى السنوات الماضية، ومن ثم فان السيناريوهات المحتملة في ظل عدم وجود إرادة سياسية لتنفيذ المطالب المطروحة هي:
ـ السيناريو الأول: استمرار التظاهرات، والمراهنة من جانب الحكومة على فقدان زخمها مع الوقت. خاصة وان الأطراف الفاعلة في الحكومة لا ترى في هذه التظاهرات تهديدا حقيقيا لسلطتها، وهي مستعدة للتعامل مع “هايد بارك” سني مسيطر عليه أمنيا.
ـ السيناريو الثاني: نجاح دعاة الفيدرالية في إقناع الجمهور بأنها خيارهم الوحيد للخلاص من هيمنة الحكومة المركزية “المهيمن عليها شيعيا”، وهو سيناريو يمكن أن يؤدي إلى انشقاق بين المتظاهرين، ولكنه سيصطدم برفض غير دستوري من رئيس مجلس الوزراء، وهو ما يعني عمليا استمرار الأزمة.
ـ السيناريو الثالث: تعزيز خطاب دعاة العنف، واستعادة الجماعات المسلحة لثقة الجمهور مرة أخرى بوصفهم الوحيدين القادرين على تغيير معادلة “المنتصرين والمهزومين” التي فشل السياسيون في تغييرها، والمتغيرين الأمريكي (انسحاب القوات الامريكية)، والسوري سيجعلان هذا السيناريو كارثيا تماما، لاسيما وأننا سنكون أمام “عنف مشرعن” هذه المرة دفاعا عن الحق في المشاركة في السلطة، إنه عنف آخر يختلف تماما عن العنف الذي واجهناه بعد نيسان 2003 باسم المقاومة مرة، وباسم الإسلام مرة، وباسم الايديولوجيا مرة أخرى، إنها مواجهة باسم “المظلومية” هذه المرة، وما أسهل التحشيد تحت هذه المقولة.
ويعتمد ترجيح أي من هذه السيناريوهات على عاملين أساسيين، الأول طبيعة الحراك السياسي داخليا، ومواقف ايران والولايات المتحدة خارجيا. فبقاء كتلة شيعية صلدة مؤيدة للمالكي ستدفع بالأزمة إلى التصاعد، وهذه الكتلة ما زالت قائمة من خلال التحالف الوطني فيما عدا الصدريين. وبقاء الدعم الايراني والصمت الأمريكي سيدفع أيضا الأزمة إلى التصعيد، وليس ثمة إشارات، حتى اللحظة، على ان ثمة تغييرا سيحدث في هذه المواقف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً