ثقافة وفن

الاعلام العراقي في 2013: اغتيالات للصحافيين وحظر جماعي للفضائيات

الاعلام العراقي
عمّان-علي عبد الامير
والعام 2013 يطوي صفحته الاخيرة اغتيلت الاعلامية نورس النعيمي مقدمة البرامج في قناة “الموصلية” لتكون العاشرة ممن اغتيلوا في محافظتها الشمالية: نينوى من الصحافيين والاعلاميين العراقيين خلال عام بدا قاسيا ايضا على “حرية تعبير” بدا الغزو الاميركي فخورا بها كونها ملمحا لم تعرفه بلاد الديكتاتورية وجمهورية الخوف الحقيقية.
وقبل اغتيال النعيمي بوقت قصير وفي مكان هو جنوب “قصة النجاح” الوحيدة في العراق الاميركي ( اقليم كردستان)، وتحديدا مدينة كلار التابعة لمحافظة السليمانية، كان قاتلان اتما مشهد اغتيال الصحافي الكردي الشاب كاوه كرمياني، الذي عرف بمواقفه الصادمة لسلطات الفساد في ادارة السليمانية التي يسيطر عليها حزب الرئيس جلال طالباني، ومقالاته الجريئة في صحيفته التي يترأس تحريرها.
اغتيالان في اسبوع من الشهر الاخير من العام 2013 الذي غدت فيه حرية التعبير في العراق مهددة بطريقة جدية دفعت ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف بمناشدة السلطات العراقية نحو “اتخاذ جميع التدابير الضرورية للتحقيق في الجرائم ضد الصحافيين”. الجرائم التي طالت في نحو عقد اكثر من 370 صحافيا واعلاميا دون الوصول الى احد من مرتكبيها. الشهر الاخير ذاته، شهد ايضا ” القتل الوحشي ” للمصور الصحافي العراقي ياسر فيصل الجميلي على يد “داعش” في ادلب بسوريا اثناء تغطيته الصراع في سوريا لصالح وسيلة اعلامية اسبانية.
في العام الاكثر دموية على العراقيين عموما والصحافيين بخاصة منذ العام 2007، قتل المذيع التلفزيوني الرائد موفق العاني عند خروجه من جامع الاحسان بحي المنصور غرب بغداد، حين القى “مسلحون مجهولون” قنبلة يدوية على المصلين عند خروجهم من الجامع. وبعد خروجه من جامع اخر ببغداد اغتيل الصحافي في جريدة “الجمهورية” الناطقة باسم الحكومة العراقية ما قبل العام 2003، حميد رشيد “من قبل مجموعة مسلحة بعد خروجه من جامع في حي الشرطة الخامسة ببغداد بعد ادائه صلاة العشاء “.
وعلى جاري بياناتها بعد كل اغتيال لصحافي واعلامي، نددت نقابة الصحافيين العراقيين بـ”جريمة اغتيال الصحافي حميد رشيد عباس ” معلنة بذلك عن رقم جديد على لائحة قتلى الصحافة في زمن “الحرية”. اشكال التهديد لحرية التعبير تعددت في العراق خلال العام 2003 فقد دعت ادارة محافظة ديالى (شرق البلاد) مكتب القائد العام للقوات المسلحة الى “حسم ملف صحفي معتقل منذ اشهر هو مروان زيدان خلف الذي اعتقل من قبل قوة امنية دون معرفة اسباب اعتقاله “.
واصيب مراسل “قناة البغدادية” في ديالى معتز جميل بجروح في تفجير انتحاري بواسطة حزام ناسف الذي استهدف تجمعا انتخابيا وسط بعقوبة. وفي اذار (مارس) الماضي عثرت شرطة كربلاء على الصحفي كرار التميمي مراسل “قناة الانبار” بعد يومين على اختطافه، تعرض خلاله الى تعذيب شديد من قبل الخاطفين وعانى من كسور عدة”.
وتعرض الصحافي محمد فاضل طه المحرر في جريدة “الايام السبعة” الى محاولة اغتيال بتفجير عبوة لاصقة كانت موضوعة في سيارته الخاصة. وفي نيسان (ابريل) الماضي تعرضت مقرات ثلاث صحف في بغداد:”المستقبل العراقي”، “الناس”، و”الدستور” الى هجمات متزامنة من قبل جماعة اسلامية متشددة تتبع رجل الدين الشيعي محمد الحسني الصرخي، وإحرق احداها والاعتداء على كوادرها الصحافية .
الصحافي الفرنسي “الجاسوس”؟
وفي اوائل العام 2013 اعلن مصدر امني اعتقال الصحافي الفرنسي نادر دندون احتجز لالتقاطه صورا لمقرات امنية مهمة في جنوب العاصمة العراقية. الصحافي الذي يعمل لحساب الشهرية الفرنسية “لوموند ديبلوماتيك” ادخل احد سجون بغداد دون صدور اي تهمة بحقه، لكنه عومل في التحقيقات على انه “جاسوس” لكن دون تحديد الجهة التي “يتجسس” لصالحها.
بعد نحو شهر على اعتقال دندون، اعلن نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي ان “القضاء العراقي اطلق سراح الصحافي الفرنسي المعتقل في بغداد نادر دندون مساء بكفالة قدرها عشرة ملايين دينار .
10 فضائيات مغضوب عليها
وعلى الرغم من الدعوات الحثيثة لممثل الأمم المتحدة في العراق ولمكتب منظمة “يونسكو”، ومركز حماية وحرية الصحافيين، الا ان “هيئة الاعلام والاتصالات” مضت قدما في نيسان (ابريل) الماضي بقرارها تعليق تراخيص عدد من القنوات التلفزيونية في العراق. وحسب قرار هيئة الاعلام والاتصالات العراقية فلقد شمل قرار التعليق مكتب قناة الجزيرة في بغداد، اضافة الى القنوات العراقية التالية : بغداد، الشرقية، الشرقية نيوز، البابلية، صلاح الدين، الانوار 2، التغيير، والفلوجة . واجمعت دعوات المنظمات الدولية على ان ” قرار الحكومة العراقية لا يحترم حرية الاعلام وينتهك حقوقها”، مبينة ان “المبررات التي ساقتها الحكومة لقرار تعليق هذه القنوات مرفوض وغير مقبول، ويعطي السلطة التنفيذية الولاية في تحديد المعايير المهنية للاعلام”. وحذرت من أن “قرار الحكومة العراقية فيه تجاوز وتعدي على صلاحيات القضاء، فهو وحده الذي يقرر ان كانت وسائل الاعلام قد انتهكت المعايير المهنية واعتمدت على التضليل. وكان من المفترض بالحكومة ان تلجأ للقضاء ان كانت ترى ضررا يقع على المجتمع بسببها، لا ان تتخذ قرارا بايقاف وسائل الاعلام عن البث “. وعلى اثر تطبيق القرار، اعتقلت شرطة محافظة الانبار مراسل “قناه بغداد” الفضائية صهيب الفهداوي ومصور القناة ، مع مصور اخر لقناة “الفلوجة” الفضائية اثناء محاولتهم تغطية صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام بالرمادي قبل ان تفرج عنهم بعد اخذ تعهد منهم بعدم العمل، الى ان يتم رفع تعليق عمل القناتين اللتين يعملون فيهما”. كما طاردت قيادة عمليات “الفرات الاوسط” كادر قناة “التغيير” ومراسليها في وسط البلاد وجنوبها واجبرتهم على توقيع تعهدات مماثلة بعدم العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً