اراء و أفكـار

كل شي من أجل المعركة؟

عواد ناصر*
من يتذكر الشعار البعثي، سييء الصيت (كل شي من أجل المعركة) أي أجلوا كل ما يدور في أفكاركم، ومواقفكم، وساندوا الحكومة لأنها في حرب مع إسرائيل (حرب تشرين عام 1973)، بينما كان سجن (قصر النهاية) وغيره، يعج بالمناضلين وخيرة العراقيين من مختلف المعارضين، قصدي:والموقف من العدو (خارجيا وداخليا) جزء من منظومة قوانين وأعراف، فلا يمكن للجندي أن يقاتل وهو جائع، أو لا يجوز لحرب أن تشن، عادلة أو غير عادلة، من دون الخضوع للمسائلة البرلمانية لبحث الاستعدادات ومشروعية الأسباب والوسائل، كما يحدث في الددول المتقدمة، ولا يجوز لجيش دولة أن يخوض حرباً من دون أن تكون جبهته الداخلية متماسكة، والجميع وراء دولتهم وحكومتهم، وكلكم تعرفون كيف أن الجيش العراقي الجديد مخترق بالولاءات الفرعية التي تنتقص من مهنيته.
قلبي مع جيشنا وهو يخوض معركته، لكن نبضي يتوقف عندما تستدير بنادقه ليقمع المعتصمين والمتظاهرين من أخوتنا في ساحة التحرير أم في الأنبار.
بمعنى آخر: لا تبتزونا، رجاء، في أن من لا يقف إلى جانب الحكومة في هجمتها على سهل حوران خائن وعميل وجاسوس. لا يستقيم الأمر أن تضعونا بين ثنائية مثل هذه. لا تردحوا وتهوسوا لخطوة غير محسوبة النتائج وتفتقر للاستراتيجية السياسية والعسكرية.
لا ضمانة لجيش، بقيادته الراهنة، سيدير بنادقه باتجاه صدوركم عندما تعتصمون، يوماً ما، حتى عند أبواب بيوتكم.. سيقول قائل: عندما تحسم المعركة مع الإرهاب سيتسنى لنا مقاومة حكومة فاسدة، أو نقدها، أو مناقشتها، وأقول: الحكومة الفاسدة هي الحكومة الفاسدة، ولن تقبل بمقاومتكم ولا بنقدكم ولا بمناقشتكم، وإذا أخطأت، أنا، فقومومني ولكن بأفكاركم لا بسيوفكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً